انعكست جائحة كورونا ومخلفاتها بشكل سلبي على جميع الأصعدة، بما في ذلك الساحة الكروية العالمية، وفي مقدمة ذلك سوق تحويلات اللاعبين التي قد تعرف عدة مستجدات صادمة بخصوص أسهم ومبالغ اللاعبين، خاصة في ظل التوقف الاضطراري لجميع المنافسات الكروية والرياضية في مختلف بلدان العالم، وفي مقدمة ذلك البطولات الأوربية، التي تشهد استقطاب الجماهير الكروية في مختلف بلدان العالم. وهو الأمر الذي سينعكس بصورة مباشرة على واقع ومستقبل أبرز محترفينا، على غرار رياض محرز وبن ناصر وبقية الأسماء الناشطة في القارة العجوز. لم يخف المتتبعون لشؤون الكرة المستديرة في أكبر البطولات العالمية، أن تشهد مرحلة الميركاتو الصيفي الكثير من المفاجآت والخيبات، وهذا في ظل التراجع الواضح في أسهم وأسعار اللاعبين على المستوى الدولي، وهذا بسبب التأثيرات المباشرة التي خلفتها جائحة كورونا التي تسببت في عدد كبير من الإصابات والوفيات في مختلف بلدان العالم، ما يجعل الكرة العالمية تتضرر في القارة الأوروبية على الخصوص، بحكم كونها تعد المركز الحيوي لأبرز المنافسات والبطولات، من خلال استقطابها أكبر اللاعبين في العالم. وعلى هذا الأساس، من المرشح، بحسب بعض المعطيات، أن تشهد بورصة التحويلات الشتوية تراجعا كبيرا في أسعار اللاعبين، وهو الأمر الذي سيمس أكثر أشهر وأبرز اللاعبين في العالم، على غرار ميسي ورونالدو والبقية، ما سينعكس أيضا على أبرز نجوم المنتخب الوطني، في صورة رياض محرز وبن ناصر والبقية. سوق التحويلات سيكون صعبا على محرز وسليماني وبن ناصر والبقية يجمع الكثير من المتتبعين على أن سوق التحويلات المرتقب الصائفة المقبلة سيكون صعب جدا على اللاعبين الجزائريين المحترفين في أوروبا، بسبب جائحة كورونا والأزمة المالية التي مست تقريبا كل الفرق في "القارة العجوز"، ما أدى آليا إلى انخفاض حاد في القيمة التسويقية للعديد من اللاعبين العالميين، ومس أيضا اللاعبين الجزائريين، وبدرجة أكبر رياض محرز قائد "الخضر"، نجم مانشيستر يونايتد الإنجليزي، ومتوسط ميدان آسي ميلان الإيطالي، إسماعيل بن ناصر. وفي السياق ذاته، فقد شهدت القيمة التسويقية لمحرز وإسماعيل بن ناصر، تراجعا لافتا في موقع "ترانسفير ماركات"، المختص في تقييم أسعار اللاعبين، وهذا بسبب انتشار فيروس كورنا المستجد وتوقف البطولات العالمية عن النشاط، حيث أصبحت قيمة محرز تبلغ 48 مليون يورو، بعد أن كانت تتراوح ما بين 60 و70 مليون يورو، في حين تراجعت القيمة السوقية لبن ناصر إلى مبلغ 17.5 مليون يورو، بعد أن كانت تبلغ 22 مليون يورو في شهر مارس الفارط، وحتى سليماني تراجعت قيمته في سوق التحويلات، حيث وصلت إلى عشرة ملايين يورو بعدما تم شراؤه من طرف ليستر سيتي بثلاثة أضعاف هذا المبلغ، وهو ما يعكس التأثيرات الجانبية التي تسببت فيها جائحة كورونا، حيث لم يقتصر الأمر على الجانب الصحي والاقتصادي والتجاري، بل تعدى أيضا إلى أسهم وأسعار اللاعبين في بورصة التحويلات تحسبا للصائفة المقبلة. أسعار أشهر اللاعبين مهددة بالتقهقر بسبب كورونا من جانب آخر، فإن هذا التدهور لا يرتبط بتراجع المستوى الفني للاعبين، وإنما يعود إلى تأثير جديد لفيروس كورونا المستجد، على كرة القدم العالمية، حيث كشف ذات المصدر عن كون سوق انتقالات اللاعبين انخفضت بمقدار 9 مليارات يورو، بسبب الانخفاض الحاد في أسعار اللاعبين جراء توقف النشاط الكروي في العالم. وتضم قائمة النجوم الأكثر تأثرا إلى جانب محرز وبن ناصر، المصري محمد صلاح من 150 مليون يورو، وهي قيمته السوقية التي ظلت ثابتة منذ ماي 2018، إلى 120 مليون يورو في أفريل الحالي، وأيضا الدولي الإنجليزي رحيم ستيرلينغ، لاعب مانشستر سيتي، الذي انخفضت قيمته السوقية من 160 مليون يورو إلى 128 مليون يورو فقط، والنجم البرازيلي نيمار داسيلفا، لاعب باريس سان جيرمان من 160 إلى 128 مليون يورو أيضا، والسنغالي ساديو ماني، لاعب ليفربول، الذي انخفضت قيمته من 150 إلى 120 مليون يورو، وكذلك البلجيكي كيفين دي بروين، لاعب مانشستر سيتي بنفس القيمة السوقية لماني وصلاح ونفس نسبة الانخفاض (من 150 إلى 120 مليون يورو)، ومعهم بنفس الأرقام الدولي الإنجليزي هاري كين مهاجم توتنهام، وهي معطيات تعكس الصورة الضبابية التي يمكن أن تشهدها مرحلة التحويلات الصيفية، في ظل الأجواء الاستثنائية التي عرفها العالم منذ مطلع العام، بسبب جائحة كورونا التي أخلطت جميع الحسابات. حتى قيمة ميسي وبقية النجوم ستتأثر بسبب كورونا والواضح، أن تقهقر بورصة التحويلات الصيفية سينعكس بشكل مباشر على أبرز وأشهر اللاعبين، الذين صنعوا الحدث لسنوات في ملاعب أوروبا والعالم، خاصة في ظل المعطيات السائدة منذ شهر مارس المنصرم، وفي مقدمة ذلك توقيف جميع الأنشطة والمنافسات الكروية، فضلا عن تأجيل العديد من الدورات، من ذلك الألعاب الأولمبية وبطولة أوربا للأمم وغيرها، وهو ما يجعل هذه الانعكاسات على بورصة اللاعبين بمثابة تحصيل حاصل، حيث تؤكد آخر الأخبار تراجع قيمة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، أسطورة برشلونة الإسباني من 140 مليون يورو قبل تفشي فيروس كورونا إلى 112 مليون فقط، بينما كانت نسبة تأثر الدولي الفرنسي كيليان مبابي، لاعب باريس سان جيرمان الفرنسي، والدولي الإنجليزي غادون سانشو، لاعب بروسيا دورتموند الألماني، حيث بلغت نسبة الانخفاض 10% فقط، لتتراجع قيمة مبابي من 200 مليون يورو إلى 180 مليون فقط، بينما تراجعت قيمة سانشو من 130 إلى 117 مليون يورو، وانضم إلى اللاعبين الدولي الإنجليزي ألكسندر أرنولد، ظهير ليفربول الإنجليزي، الذي تراجعت قيمته بنفس النسبة لتهوي من 110 مليون يورو إلى 99، في انتظار ترقب مستجدات حول هذا الجانب في غضون هذه الأيام. وبعيدا عن بورصة اللاعبين التي تهاوت بسبب الانعكاسات التي خلفتها جائحة كورونا على الصعيد الصحي والاقتصادي والتجاري والكروي وغير ذلك، فإن الكثير يتساءل عن مستقبل الكرة العالمية في حال تواصل الأمور على هذه الحال، حتى إن البعض لم يستبعد أن تحدث متغيرات جديدة قد تعصف بمستقبل الكثير من النجوم العالمية التي لا تزال تصنع الحدث في الملاعب الأوروبية والمنافسات الدولية، وفي مقدمة ذلك، الظاهرة ميسي وكذا النجم رونالدو، والكلام ينطبق على أسماء أخرى من الوزن الثقيل، خصوصا أن هذا التوقف الاضطراري ستكون له تأثيرات من الناحية الفنية، فضلا عن التأثيرات التي طفت على السطح من الناحية المالية، وسط انخفاض وتراجع واضح لأسعار أشهر اللاعبين، ونفس التساؤل يطرح على مستقبل النجوم الكروية الجزائرية البارزة في البطولات الأوربية التي ستكون أمام تحديات كبيرة للحفاظ على مكانتها في المستوى العالي، على غرار رياض محرز وبن ناصر وبقية الأسماء التي يعول عليها الناخب الوطني جمال بلماضي أن تكون في مستوى تطلعات الجماهير الجزائرية، خلال المنافسات الرسمية المقبلة، وفي مقدمة ذلك تصفيات "كان 2020" والتصفيات المؤهلة لمونديال 2022.