أكد الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي المستقيل، أحمد أويحيى، أن قرار استقالته من الأمانة العامة للحزب أمر محسوم ولا رجعة عنه، واستبعدت مصادر مقربة منه إمكانية عودته للأرندي، مستندة في ذلك على مصارحته لهم بذلك سويعات قليلة بعد كشفه محتوى الرسالة التي وجهها للمناضلين وإعلانه التنحي، في وقت ينتظر أن يلتقي أويحيى اليوم منسقيه الولائيين الذين أبرقوا للديوان يطلبون لقاءه في خطوة لإقناعه بالعدول عن قرار الاستقالة. وتوقعت مصادر مقربة من أحمد أويحيى، عرفت طيلة قيادته للحزب كرجالات ثقة في تصريحات "للشروق" أن الأمين العام المستقيل لن يعدل ولن يتراجع عن قرار التنحي مهما كانت الجهود المعبر عنها، ونقلت على لسانه مصارحته لهم لدى استفسارهم عن تنحيه بعد أن كان قد دعا المجلس الوطني للحزب للالتئام في ال17 من الشهر الجاري، أنه قرر التنحي حفاظا على الحزب، وتفاديا للمواجهة المتوقعة ما بين أهل البيت الواحد على حد تعبيرهم. وقالت مصادرنا أن أويحيى اكتفى بتبرير الاستقالة بمخاوفه من تطور الأوضاع وحدوث أي إنزلاق خلال دورة المجلس الوطني من شأنه أن يضعف الحزب، ويحدث شرخا اتساعه ممكن ومتوقع أكثر من إمكانية ترميمه، ونقلت مصادرنا صراحة عن أويحيى قوله "استقالتي محسومة ولا رجعة عنها". وعلى نقيض تفاجؤ أطراف سياسية لاستقالة أويحيي وتنحيه من أمانة الحزب، قالت مصادرنا أن تنحيته كانت متوقعة بالإخراج الذي تمت عليه أو بإخراج آخر، وذلك انطلاقا على حد تعبيرها من مؤشرات سياسية عدة، منها تصريحاته خلال الندوة الصحفية التي عقدها في أعقاب آخر دورة للمجلس الوطني، والتي قال فيها "أصبحت أقلق... وأرفض أن أكون مجرد واجهة"، كما عادت مصادرنا للانتقادات التي وجهها للحكومة يومها والتي كانت في شكلها موجهة للجهاز التنفيذي، وفي مضمونها للجهات التي قال أنه أصبح مصدر قلق لها. كما اعتبرت مصادرنا التخلي عن خدمات أويحيى كوزير أول، مؤشر من بين مؤشرات عدم رضى جهات نافذة عليه، كما لم تستبعد جاهزية استقالته منذ شهر جوان الماضي، مشيرة إلى أنها عرفت عملية تحيين وتنقيح بإدراج الحديث عن نتائج الإنتخابات المحلية والتجديد النصفي ضمن صياغة الرسالة التي حملت الإستقالة فقط، خاصة وأن رسالة أويحيى لم تحمل تاريخا في "ترويصتها" وإنما تمت إضافته في ذيل الرسالة. وعن دعوته المجلس الوطني للإنعقاد في ال17 من الشهر الجاري، قبل إعلانه الإستقالة، اعتبرت مصادرنا الأمر بمثابة ترتيب البيت قبل الانسحاب حتى لا يبقى مصير التشكيلة السياسية مفتوحا على كافة الاحتمالات، كما أدرجت سريان استقالته بدءا من منتصف الشهر ضمن هذا السياق، ذلك أن استدعاء أعلى هيئة ما بين مؤتمرين للإجتماع تسبقه تحضيرات مادية، فضل أويحيى الإشراف عليها. وعن سيناريو تحرك المنسقين على المستوى الولائي، واللقاءات التي عقدوها أمس بعدد من الولايات، وإمكانية الرجوع عبر بوابة دعوة القواعد النضالية، استبعدت مصادرنا الأمر، وقالت أن تحرك المنسقين تم بأمر منه، لكن ليس لتجنيد القواعد النضالية، وإنما لإخطارهم بمضمون الرسالة على اعتبار أنه منتخب من المؤتمر، واستقالته تقدم للمناضلين وليس لأي هيئة أخرى، واعتبرت مصادرنا مسعى البعض لإقناعه بالعدول عن الإستقالة في خانة السلوك الأخلاقي لا غير، مؤكدا أنه سيرد على المنسقين في لقائه بهم اليوم بالرفض من باب أنه حسم ولن يرجع عن ذلك.