أثبتت ألمانيا أنها أمة تحترم نفسها وتفرض على "الآخر" - طوعا - رفع القبعة تقديرا لها، حتى ولو تعلّق الأمر بكرة القدم أو "الجلد المنفوخ الحقير". تناقلت وسائل الإعلام العالمي، الخميس، خبرا فيه الكثير من التميّز، فحواه أن إدارة نادي بايرن ميونيخ الألماني لكرة القدم طلبت من الإسباني جوسيب غوارديولا - المدرب الجديد لفريقها بداية من الصيف المقبل - أن يتعلّم اللغة الألمانية. وتقدّم أحد إطارات البايرن وقال للمدرب الإسباني بصريح اللفظ: إسمع يا فتى..أمامك 6 أشهر من الآن لتعلّم لغتنا الألمانية..حتى تتأقلم مع العالم الجديد. ولم يجد مسيّرو البايرن حرجا في التقدّم بهذا الطلب رغم أن المدرب حديث العهد بإمضاء العقد، ورغم أن الإطار الفني إسمه جوسيب غوارديولا الذي قاد فريق برشلونة الإسباني - أحسن نادي كروي في العالم حاليا - ل 14 تتويجا كبيرا في ظرف 4 سنوات فقط، بينهم كأسي رابطة أبطال أوروبا ومثلهما من كأس العالم للأندية و 3 ألقاب بطولة إسبانية (الليغا). وكان بإمكان مسيّري النادي البافاري أن يرضخا لقبول "هراء" الإنجليزية لغة عالمية! والفرنسية "غنيمة حرب"! ولكن هذا السلوك القبيح لا يمت بصلة لثقافة وكبرياء "الإنسان الجرماني". أما آن الآوان للعرب الناطقة بالإنجليزية (أو عرب "الشرق الأوسط" كما يتتلذون بتسمية أنفسهم!) والعرب الناطقة بالفرنسية أن تتعظ؟!