مع سرعة انتشار جائحة كورونا المستجد المسبب لمرض "كوفيد19″، ورغم تراجع عدد الإصابات به في الجزائر مؤخرا، إلا أن "فوبيا" العدوى لا تزال تسيطر على الأغلبية. "فقدان الشم والذوق" مؤشر وعرض من أعراض كورونا، ويأتي في المقدمة، حسب خبراء في الصحة، حيث بات رعب الإصابة بالفيروس مرتبط أشد الارتباط بهذه الحالة، فمجرد ان يفقد الشخص حاستي الشم والذوق أو أحداهما، تدور به الدنيا وتنقلب به الموازين، ويفقد توازنه ويعلن بأنه أصبح واحدا من ضحايا كورونا. وفقدان حاستي الشم والذوق في مرحلة انتشار كورونا يلعبان أهمية في معرفة الشخص أنه مصاب بكورونا وفِي مرحلة مبكرة، حيث تعتبر هذه الأعراض بداية للأعراض الأخرى، وهذا حسب رئيس الهيأة الوطنية بترقية الصحة وتطوير البحث"فورام"، البروفسور مصطفى خياطي، والذي أكد على ضرورة الإسراع في التشخيص البيولوجي. أمراض أخرى قد تتسبب في فقدان الشم والذوق وقال خياطي، إن حاستي الشم والذوق تفقدها أمراضا أخرى كالحساسية الشديدة وبعض الفيروسات، ولكن المرحلة المرتبطة حاليا بانتشار فيروس"كوفيد 19″، تملي على المريض التعجيل بالتشخيص والكشف، لأن الخبراء ومنظمات الصحة العالمية، تؤكد حسبه، على الأهمية المبكرة التي تلعبها فقدان هذين الحاستين كمؤشرات قوية قد تكون بنسبة تتجاوز 50 بالمائة، من حالات المصابين بها، يحملون فيروس كورونا. في السياق، أكد رئيس مصلحة أمراض الأنف والحنجرة بمستشفى بني مسوس، البروفسور عمر زميرلي، أن حاستي الشم والذوق إذا فقدتا معا فإنها تدل في الغالب على الإصابة بفيروس "كوفيد 19″، ورغم وجود أمراض أخرى تتسبب في فقدان كلاهما نادرا أو إحداهما وخاصة حاستي الشم، والمرتبطة بالفيروسات أو أمراضا عصبية وأمراضا تتعلق بالمخ وهي حالات نادرة. وأوضح أن فيروس كورونا يفقد حاستي الشم والذوق، وفي بداية الإصابة به، أي يسبق هذا العرض الأعراض الأخرى وهذا شيء جيد ومفيد، وهو يساعد على التعجيل في الذهاب إلى الكشف البيولوجي للفيروس. وقال البروفسور زميرلي، إن فقدان الحاستين كمؤشرات الإصابة بكورونا، قد يستمر لوقت معين، وتتراوح بين 4 و5 أيام إلى أسبوعين أحيانا، وبعدها يستعيد المصاب بالفيروس هذين الحاستين معا، مضيفا أن رعب الجزائريين اليوم من فقدان الحاستين مرتبط بالخوف من كورونا، وأيضا بفقدانهما إلى الأبد، حيث طمأن كل الذين أصابتهم كورونا أن الحاستين تعودان بعد الشفاء من الفيروس. وأكد زميرلي، أن الحساسية الشديدة تتسبب في فقدان حاستي الشم والذوق، وعلى هذا يجب علاجها، علاوة عن أمراض نادرة تتعلق بالأعصاب والمخ. وحسب مار رصدته ا"لشروق" من آراء حول التخوف من فقدان حاستي الشم والذوق، فإن بعض الجزائريين وخاصة كبار السن يحرسون هذه الأيام، على غسل ألسنتهم بالفرشاة والمعجون، حتى يتجنبوا خوف فقدان الذوق، فيما انتشرت ثقافة نظافة الأنف واللسان، حرصا على التمتع بحاستي الشم والذوق.