يتطلع الكثير من شباب منطقة الجنوب الغربي، لالتفاتة عاجلة من قبل وزارة الصناعة والمناجم، من أجل فتح أبواب الاستثمار المنجمي الذي ظل استغلاله مشلولا عبر تراب ولاية بشار، وذلك رغم إدراك الوزارة الوصية، بأن المنطقة تزخر بثروات باطنية متعددة، الأمر الذي جعل الكثير من المطلعين على حجم الثروات المنجمية بالولاية، يطالبون بتجسيد تعليمات رئيس الجمهورية التي كان قد أعطاها للحكومة مؤخرا، من اجل الشروع في استغلال الثروات المعدنية، وشدد على ضرورة استكشاف كل المعادن بما فيها المعادن النادرة، قصد توفير أقصى الشروط، لتعويض تراجع مداخيل الدولة. وفي ظل التعليمات المذكورة، نشير إلى أنها فتحت الباب واسعا أمام مطالبة الكثير من الشباب البطال، بما في ذلك خريجو جامعات تحدثت إليهم "الشروق"، حول سبل خلق فرص العمل، التي من شانها أن تمتص نسبة كبيرة من البطالة بمنطقة الجنوب الغربي، حيث أفاد هؤلاء الشباب بأنهم يناشدون وزارة الطاقة والمناجم، الالتفات إلى منطقة تبلبالة التي أكسبها موقعها بين عرڤ "الراوي" وجبل "لكحال" بأقصى الجنوب بين دائرة العبادلة وولاية تندوف، ميزة فريدة، إذ أكدت الدراسات العديدة على أن هذه المنطقة تتوفر بها معادن، لم تستثمر إلى غاية يومنا هذا لأسباب تقاطعت فيها نقائص كثيرة، من بينها غياب الإرادة المشجعة لتجسيد مشاريع الاستثمار المنجمي المسجلة منذ سنين، وغياب أي تفعيل لتلك المشاريع، التي لم تر النور لأسباب لازال سكان المنطقة يتساءلون عن دوافع تأخرها، وغياب أية مبادرة من شأنها أن تستقطب المستثمرين الوطنيين والأجانب. وهي النقائص التي جعلت هؤلاء الشباب، يؤكدون على أن الإسراع في إرساء قواعد، تلبي كل المطالب المشجعة لتجسيد المشاريع الاستثمارية، ومنح كل الإمكانيات المادية والبشرية، وتدعيم كل الخدمات المقترنة بالتنمية المستدامة، والبحث عن أسواق محلية، وعالمية، لتحويل الاستثمار المنجمي نحو هذه المنطقة التي يعد باطن أرضها بمستقبل اقتصادي زاهر. وفي ذات السياق، يضيف هؤلاء الشباب، إلى أن ما أعاد القضية إلى الواجهة، زيارة وزير الصناعة والمناجم السابق شهر مارس 2019 إلى ولاية بشار، والذي وقف على الاستكشافات الواعدة لمادة المنغنيز بمنطقة القطارة التي لا تبعد كثيرا عن منطقة تبلبالة، أين حث ذات المسؤول على إنجاز دراسة مستعجلة للمياه الجوفية لاستغلال المنجم، وأكد على أهمية هذا المنجم الذي سيدخل حيز الاستغلال بعد سنة، وأن الكمية المكتشفة ستساهم بكثير في سد حاجة مصانع الحديد بالحجار وبلارة، وبطيوة، وغار جبيلات، في المستقبل من مادة المنغنيز التي تدخل في صناعة الحديد والصلب، مُضيفا أن بداية الاستغلال ستكون محلية، وسيجري التفكير في التصدير إلى خارج الوطن، عند الوصول إلى تغطية حاجة المصانع المذكورة. وذكر الوزير وقتها، أن استغلال منجم القطارة وتكثيف عمليات الاستكشافات لاستغلال مناجم الحديد، والنحاس، والفضة، ستجعل من ولاية بشار قطبا صناعيا هاما بالجنوب الغربي وهو الاستغلال الذي لازال معلقا، واقع جعل هؤلاء الشباب، يؤكدون على أن استغلالهما سيفتح آفاقا واعدة لخلق مناصب شغل لشباب المنطقة الذي يعيش بطالة خانقة، واقع جعل الكثير يطالب بتفعيل الاستثمار المنجمي بعدة استكشافات على مستوى منطقة تبلبالة والتي من شأنها ان تجعل منها قطبا صناعيا. وفي هذا السياق، نشير إلى أن الدراسات الجيولوجية التي يعود تاريخها إلى الحقبة الاستعمارية إلى جانب الحديثة منها، أكدت وجود معادن باطنية، وبكميات كبيرة كمادة "الكاولان" التي تدخل في صناعة السيراميك، ومادة الباريت، والنحاس، والمنغنيز، والغاز الطبيعي التي أكتشفت بمنطقة جبل "لكحال" وغيرها من المعادن الأخرى، التي من شأنها أن تفتح آفاقا اقتصادية على المنطقة، وتضمن تنمية مستدامة تعود على منطقة الجنوب الغربي بالرخاء، وتوفر مناصب شغل عديدة لأبناء المنطقة، الذين لازالوا ينتظرون تفعيل تعليمات رئيس الجمهورية.