تواصل الجائحة إرباك العملية التربوية عبر مختلف الولايات، حيث سُجل، الإثنين، غلق مزيد من المؤسسات التربوية، فيما احتج أولياء ونقابات على عدم احترام تدابير الوقاية في مؤسسات أخرى. ولم يكن لتفشي الوباء وتبعاته، أثر في نفوس قطاع واسع من المواطنين، ممن زاد إقبالهم على الأسواق والمحلات، بعد قرار تعليق عديد الأنشطة التجارية ابتداء من الثالثة زوالا، في مظهر من مظاهر الاستهتار، الذي تسعى السلطات لمواجهته، عبر إجراءات ردعية. بهذا الصدد، تقرر بداية من يوم الإثنين، غلق ثانوية سحوي علجية بعزازقة في تيزي وزو، وتمديد غلق ابتدائية "قاسي شاوش" بذات المنطقة بعد تسجيل حالات مؤكدة للإصابة بفيروس كورونا، واستبعد مدير التربية بولاية تيزي وزو، توقيف الموسم الدراسي في الوقت الحالي، مطالبا الأولياء باتخاذ تدابير السلامة لدى تواجدهم بالقرب من المؤسسات التربوية لاصطحاب أطفالهم، مؤكدا أن تجمعاتهم المستمرة دون احترام إجراءات السلامة، ترفع من نسبة الخطر وانتشار الوباء. ولم تقتصر مظاهر تأثير الوباء على غلق المدارس، بل حتى المفتوحة منها، اضطرب سير بها الدراسة، كما هو الحال بثانوية الحمادية ببجاية، جراء إضراب الأساتذة هذه الأخيرة رافعين جملة من المطالب على رأسها يأتي مشكل الاكتظاظ. وقد سطرت إدارة الثانوية رزنامة زمنية كانت محل احتجاج الأولياء الذين حذروا من أن البرنامج، قد يعرض التلاميذ إلى خطر الإصابة بفيروس كورونا، فتداول التلاميذ، حسبهم، على نفس الأقسام، من دون تطهيرها بعد خروج كل فوج قد يساهم في تفشي الفيروس. وهو ما ذهب إليه تكتل نقابات التربية بتيارت، والذي حذّر من غياب تام للبرتوكول الصحي في معظم المؤسسات التربوية بالولاية، خاصة في الطور الابتدائي، في ظل تجاهل رؤساء البلديات توفير مستلزمات مواد التعقيم، ما أدى، إلى وجود إصابات بفيروس كورونا وسط الأساتذة والمتعلمين، في وقت لم تتخذ فيه مديرية التربية أي إجراءات ميدانية للتكفل بالوضع. ورغم تفشي الفيروس في تيزي وزو، وما انجر عنه من غلق للمدارس، فإن الأسواق والمحلات التجارية المختلفة، بمدن الولاية تيزي وزو تهافتا وإنزالا كبيرا للمواطنين عليها، عشية الإعلان عن تعليق عديد الأنشطة التجارية، ابتداء من الساعة الثالثة زوالا، حيث استنكرت الأسرة الطبية بالولاية، استمرار حالة التراخي والتسيب الممارسة من قبل المواطنين، الذين تزاحموا في حافلات النقل الحضري ووسط الأسواق لاقتناء منتجات ومواد غذائية، رغم توفرها. ونفس مظاهر الاستهتار لوحظت في جيجل، التي أضحت الأسواق اليومية بها فضاءات لانتشار فيروس كورونا، في ظل عدم احترام شروط الوقاية بها. فالمتجول عبر هذه الأسواق، على غرار سوق حي موسى والسوق اليومي بقلب مدينة جيجل، وحتى بعض فضاءات بيع الخضر والفواكه بأعالي المدينة، يلاحظ التهاون الكبير في تطبيق شروط الوقاية، حيث أن الكثير من التجار والبائعين لا يرتدون الكمامات ولا يستعملون المعقمات، وهو نفس الأمر بالنسبة للزبائن، الذين يتجولون داخل هذه الأسواق بالعشرات، غير ملتزمين بالتباعد الاجتماعي. يحدث هذا رغم تردي الوضعية الوبائية بالولاية، وهو ترد يقابله ضعف في الخدمات الطبية، إلى درجة أن المواطنين، بادروا إلى جمع تبرعات لشراء أجهزة تنفس، لمستشفى الطاهير، وكذا مستشفى عاصمة الولاية. وأدى اكتشاف حالة للوباء بصندوق الضمان الاجتماعي لغير الأجراء بسعيدة، إلى غلق مقر هذا الأخير لمدة أسبوع كامل، وتخص الحالة موظفا سافر في الفترة الأخيرة إلى العاصمة. بدورهم يكثف ولاة الجمهورية جهودهم لاحتواء الوباء، فقد ترأس والي غرداية أمس اجتماعا تطرق إلى تقييم الوضع الصحي بالولاية، وبحث الجانب الوقائي والتحسيسي، وتقييم مدى الالتزام بالإجراءات الوقائية خاصة بعد عودة النشاط في عديد المجالات. أما والي ورقلة، فقد قرر منع نقل الأشخاص، بواسطة الحافلات وسيارات الأجرة، من وإلى إقليم المدينة، تحت طائلة عقوبات إدارية، ومتابعات جزائية، في حق المخالفين، وهم المخالفون الذي كانوا محل عقوبات في المسيلة، أين أحصت مصالح أمن الولاية، 700 مخالفة، تتعلق بعدم وضع القناع الواقي، وتوقيف 381 شخصا لخرقهم الحجر الصحي.