يُحضر مديرو الثانويات والنظار في سابقة هي الأولى من نوعها تنظيم حركة احتجاجية لثلاثة أيام بدءا من 18 فيفري الحالي ضد الإدارة والوزارة، وهم الإداريون الذين أُرغموا مرات على وأد كل الحركات الاحتجاجية التي يُشهر بها المعلمون والأساتذة، لكن اليوم المعادلة انقلبت وعلى حد قولهم: "بلغ السيل الزبى".. فما هي القطرة التي أفاضت غضب مديري الثانويات ونظارها؟ أطلق مدراء الثانويات والنظار تسمية إضراب الكرامة على حركتهم الاحتجاجية "لمدة ثلاث أيام (18، 19، 20 فيفري 2013) مع الحضور اليومي أمام مقرات مديريات التربية، إلى جانب قرارهم تنظيم وقفة احتجاجية وطنية يوم الثلاثاء 26 من نفس الشهر أمام مقر وزارة التربية الوطنية، وتتبع هذه الحركة الاحتجاجية بالانسحاب الجماعي من الأيام التكوينية مع مفتشي التربية الوطنية لإدارة الثانويات والمتاقن. كما رفض هؤلاء تكليف النظار لأي منصب شاغر لمدير ثانوية، وهو ما يعني أن ثانويات الوطن ستكون بلا منصب مدير لمدة ثلاثة أيام. ويفكر هؤلاء في الذهاب إلى العدالة لمقاضاة الوزارة لاسترجاع حقوقهم. هذا عن تفاصيل حركتهم الاحتجاحية. أما عن مطالبهم، فهي تتمثل في مطالبتهم الوزارة بإعادة النظر في تصنيفات المديرين والنظار، التي جاء بها قانون التربية في التعديلات 315 - 08 . ويأتي غضب هذه الفئة المهنية بالزيادات الضئيلة جدا التي ترتبت مؤخرا على التعديلات التي طرأت على القانون الأساسي، حيث كشف هؤلاء أن رواتبهم قدرت فيها الزيادة ما بين 554 دج و2880 دج شهريا. حيث إن مديري الثانويات كانوا مصنفين في الصنف 14 + 195 نقطة استدلالية، وحاليا صاروا مصنفين في الصنف 16 ناقص 195 نقطة استدلالية فاستفادوا بزيادة قدرها 554 دج. وترُد هذه الفئة بأن جل الزيادات صبت في جيوب الأساتذة المكونين في الطورين الابتدائي والثانوي الذين هم الآن في نفس رتبة مدير، وعلى حد قول مدير إحدى الثانويات ل"الشروق"، صرح قائلا: "لقد أصبحت أخجل من تدوين راتب ونقاط مردودية أستاذ يعمل في ثانويتي. فكيف للأستاذ أن يفوق أجره راتب مديره؟"
43 مهمة في الشهر مقابل زيادات قيمتها 554 دينار يشير القرار الوزاري 176 المؤرخ في مارس عام 1991 والذي تحوز "الشروق" على نسخة منه، أن لمدير الثانوية مهاما بيداغوجية، تربوية، إدارية ومالية، وعبر هذه المهام الأربع يكلف المدير ب 43 مهمة في الشهر تجعله أول من يدخل الثانوية وآخر من يخرج منها. فالمدير، حسب هذا القانون، يمثل المؤسسة في جميع أعمال الحياة المدنية، ويكون مسؤولا عن حسن سير المؤسسة من حيث التأطير والتسيير التربوي والإداري، ويخضع لسلطته جميع الموظفين العاملين بالمؤسسة. مدير الثانوية أيضا يسهر على التربية الخلقية، ويمارس سلطته باستمرار على كل ما يتعلق بالدروس، والنظام، والأخلاق في المؤسسة ويلزم بالحضور الدائم في المؤسسة، إلا أن النشاطات البيداغوجية التي ترمى على عاتق المدير تجعله رهينة داخل الثانوية التي يعمل بها، فهو المسؤول الأول عن قبول وتسجيل التلاميذ الجدد، تنظيم أنشطة التلاميذ، السهر على تطبيق التعليمات الرسمية المتعلقة بالبرامج والمواقيت الرسمية، وتوفير الظروف الملائمة لتمكين الأساتذة من أداء مهامهم وتطوير تكوينهم، المشاركة في كل تفتيش يجرى بالمؤسسة على موظفي التأطير، والحراسة، والتعليم، كما أنه يتولى متابعة النتائج والتعليمات المقدمة ومراقبة تطبيقها، ويشارك في تنظيم الامتحانات والمسابقات وتصحيحها، ولجانها، كما يشارك في عملية التكوين وتحسين المستوى، وتجديد المعارف. ومن المهام الإدارية نجد أنه مكلف بفتح ومسك ملفات الموظفين ومنح نقطة إدارية لجميع الموظفين الخاضعين لسلطته يقدرها وفقا لسلم التنقيط، إلى جانب كونه المسؤول عن منح نقطة المردودية (شهريا، وتدفع سداسيا) لجميع الموظفين الخاضعين لسلطته وفقا لجدول مخصص لها، ويقوم المدير بضبط كافة الإجراءات الضرورية والتنظيمية من أجل ضمان أمن الأشخاص والتجهيزات داخل المؤسسة، والسهر على إقامة التدابير اللازمة والتنظيمية في مجال حفظ الصحة والنظافة. ومن النشاطات المالية التي يقوم بها مدير الثانوية نجد أنه يتولى عملية الالتزام بالنفقات وتصفيتها ودفعها في حدود الاعتمادات المخصصة في ميزانية المؤسسة، كما أنه يعاين حقوق المؤسسة في ميدان الإرادات وتصفيتها واسترجاعها ويكون مسؤولا عن قانونية العمليات الخاصة بمعاينة الإيرادات والالتزام بالنفقات الحسابية أمام السلطة السلمية، ويراقب مسك المدونات الحسابية وتداول الأموال والمواد التابعة للمؤسسة. ويقوم دوريا بمراقبة صندوق المال والعتاد إلى جانب مهام أخرى.
رئيس اللجنة الوطنية لمديري الثانويات والنظار يكشف: تبرئة للذمة ندق ناقوس الخطر إزاء كل ما سيحدث
يصف رئيس اللجنة الوطنية لمديري الثانويات والنظار أن هذه الشريحة من الأسرة التربوية لحقها إجحاف أهبط عزائم مديري الثانويات، كما أن التعديلات الأخيرة كسرت كل طموح لأي أستاذ يحلم بأن يصبح مدير ثانوية. ودق النوي بن برغوث، رئيس اللجنة، خطر تراجع الراغبين في الالتحاق بمهن ناظر مدرسة أو مدير، وقال المتحدث إنه تبرئة للذمة ندق ناقوس الخطر إزاء ما سيحدث للمدرسة الجزائرية من عقاب نتيجة الإهمال الجماعي لهذه الفئة. ودعا المتحدث في بيان وجه للوزارة، وتحوز "الشروق" على نسخة منه جميع مديري ونظار الثانويات على إنجاح الحركة الاحتجاجية، القادمة والتي أكد بأنها ستتبع بحركات احتجاجية وهو ما قد سيجعل من امتحان البكالوريا رهينة حد الاستجابة لمطالب حماة الثانويات