استقبل رئيس مجلس الأمة بالنيابة، صالح قوجيل، الأحد، السفير الإيطالي بالجزائر، جيوفاني ببغلييزي، وهي ثالث مهمة يقوم بها الدبلوماسي الإيطالي في مدة لم تتجاوز أسبوع. حركية لافتة تزامنت وتسريبات عن اعتزام روما فتح قنصلية لها في الأراضي الصحراوية المحتلة. وقال بيان للغرفة العليا للبرلمان إن قوجيل وضيفه، تطرقا إلى واقع العلاقات الثنائية التي تربط البلدين، وأكدا على حرص الجانبين على الارتقاء بها إلى شراكة مميزة وحقيقية، وكذا "ضرورة العمل على تفعيل مجموعات الصداقة البرلمانية في برلماني البلدين من أجل مرافقة الديناميكية والتقارب الموجود بين حكومتي البلدين على جميع المستويات". وخلال اللقاء، أكد قوجيل على عقيدة السياسة الخارجية للجزائر والقائمة على "احترام سيادة الدول وعلى مساندة حق الشعوب في تقرير مصيرها غير القابل للتقادم أو التصرف، وعلى رفض الجزائر التدخل في الشؤون الداخلية للدول أو أن يتم التدخل في شؤونها الداخلية". وقبل أن يلتقي السفير الإيطالي بالرجل الثاني في الدولة، كان قد نفذ مهمتين، الأولى هي استقباله من قبل رئيس المجلس الشعبي الوطني، سليمان شنين (20 ديسمبر)، وبعدها توجيهه رسالة للجزائريين عبر شبكات التواصل الاجتماعي (22 ديسمبر)، أكد من خلالها على قوة العلاقات بين الجزائروروما، و"حرص بلاده على تعزيز أواصر الصداقة والتعاون السياسي والاقتصادي بين البلدين". وتطرق شنين وضيفه الإيطالي الأحد المنصرم وفق بيان صادر عن الغرفة السفلى، إلى وضعية "العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين على المستويات السياسية والبرلمانية والثقافية والاقتصادية، وكذا القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك". وبعد يومين من هذا اللقاء، خرج السفير الإيطالي بمنشور عبر شبكات التواصل الاجتماعي، خاطب فيه الشعب الجزائري، ومما جاء فيه أن "الصداقة بين إيطالياوالجزائر لديها جذور عميقة تعود إلى ما قبل استقلال الجزائر وقد تعززت دائما بفعل القرب الجغرافي والعلاقات الثقافية والإنسانية بين شعبينا والمبادلات التجارية". كما نوّه بحجم المبادلات التجارية التي تتجاوز 8 مليار دولار، وشدد على ضرورة تعزيز الشراكة وتنويعها لتشمل مجالات الانتقال الطاقوي والصناعة الغذائية والتكنولوجيات الحديثة، والعمل من أجل "مواجهة كل التحديات المشتركة والرهانات الجيوسياسية في البحر المتوسط ومنطقة الساحل". وبعد يومين من هذا المنشور أي في 24 ديسمبر الجاري، فندت وزارة الشؤون الخارجية الإيطالية، التسريبات التي تحدثت عن توجهها نحو فتح تمثيلية دبلوماسية بالصحراء الغربية المحتلة، وأكدت دعمها لجهود الأممالمتحدة في حل هذه القضية. وكانت المجلة الاسبانية الالكترونية "أل إسبانيول" قد نقلت خبرا مفاده أن روما تتجه نحو الفتح المرتقب لقنصلية إيطالية بالصحراء الغربية، وهو الخبر الذي كان محل تكذيب من قبل الخارجية الإيطالية، التي أكدت أن "إيطاليا تتابع باهتمام بالغ قضية الصحراء الغربية وتضمن الدعم الكامل لعمل الأممالمتحدة". وتعتبر العلاقات الجزائرية الإيطالية على الصعيدين السياسي والاقتصادي، رمزا للاستقرار مقارنة ببعض الدول الأوروبية، مثل فرنسا، التي شهدت خلال السنوات الأخيرة نزاعات متعددة الأبعاد، وكذلك مع إسبانيا بسبب الخلافات حول أسعار الغاز.