بعثت جبهة البوليساريو، في البيان الختامي لدورتها العادية الثالثة، الأربعاء، رسائل مهمة للنظام المغربي وحلفائه، لدى تطرقها لجملة المعطيات المترتبة عن الواقع الجديد الذي أدخل المخزن الإقليم والمنطقة فيه. وحذرت جبهة البوليساريو في البيان، من التداعيات بالغة الخطورة التي ستنجم عن مواصلة سياسة النظام المغربي توريط أطراف أجنبية دولية في الحرب على الشعب الصحراوي، ومحاولة الالتفاف على حقوقه الوطنية المشروعة. كما جددت الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو، تنديدها بإعلان الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب حول الصحراء الغربية ليوم 10 ديسمبر 2020، وفق البيان الذي نقلته وكالة الأنباء الصحراوية (واص). وفي هذا الصدد، قالت الجبهة: "نستنكر بشدة زيارة مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا السيد ديفيد شينكر للمدن المحتلة من الصحراء الغربية مؤخراً، والتي تندرج ضمن سياسة الاحتلال الهادفة إلى مغالطة الرأي العام الدولي من خلال فتح قنصليات وتنظيم زيارات وتظاهرات ومناسبات لادعاء سيادة لا يمتلكها على الصحراء الغربية". ولدى تطرقها للمواقف الدولية المعبر عنها مؤخراً، سجلت جبهة البوليساريو ب"ارتياح كبير عزلة موقف الرئيس ترامب وظهوره كصوت نشاز ضمن جملة المواقف الإيجابية والمتقدمة الداعية بشدة للتمسك بالوضع القانوني للإقليم وطبيعة نزاع الصحراء الغربية كنزاع تصفية استعمار غير مكتملة، والمعبر عنها من طرف أعضاء مجلس الأمن الدولي في جلسته ليوم 21 ديسمبر 2020، الأمانة العامة للأمم المتحدة، الاتحاد الإفريقي، الاتحاد الأوروبي، جمهورية روسيا الفيدرالية، المملكة المتحدة، إسبانيا وغيرها من الدول والمنظمات والأحزاب وهيئات المجتمع المدني والشخصيات المرموقة عبر العالم". كما ثمنت جبهة البوليساريو نتائج مداولات القمة الاستثنائية ال14 للاتحاد الإفريقي، خاصة الفقرة 15 المتعلقة بالصحراء الغربية كآخر مستعمرة في القارة من القرار المصادق عليه في ختام أشغالها، منوهة في هذا الصدد بمواقف الدعم القوية لجمهورية جنوب إفريقيا الرئيسة الدورية للمنظمة. وتأسفت "لتقاعس الأمانة العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي في تحميل الطرف المسؤول عن نسف وقف إطلاق النار، ألا وهو المملكة المغربية من خلال اجتياحها العسكري للمنطقة المنزوعة السلاح واحتلالها لأراضي صحراوية جديدة وتشييد حزام عسكري عازل جديد". وأشادت الجبهة "بجيش التحرير الشعبي الصحراوي ومقاتليه الذين بادروا بكل إقدام وبسالة إلى رفع التحدي في ميادين الشرف بالسرعة والكفاءة المطلوبتين ملقنين جنود الاحتلال دروساً ناصعة أخرى في الشجاعة والبذل والتضحية بكل شيء وفاء لعهد الشهداء". وأشارت الجبهة إلى أنها نبهت في مراسلات ومواقف رسمية عديدة، إلى حقيقة مخطط المملكة المغربية في منطقة الكركرات، وضرورة كبح جماحها لتجنب انهيار وقف إطلاق النار والزج بالمنطقة في أتون المواجهات المسلحة من جديد. الإشادة بموقف الجزائر وتوقفت جبهة البوليساريو مطولاً للتنويه ب"كل اعتزاز وامتنان للجزائر الشقيقة، برئاسة السيد عبد المجيد تبون، حكومة وشعباً على الموقف المبدئي الراسخ والثابت في دعم كفاح الشعب الصحراوي، والذي يستمد قوته من كونه استمراراً لإشعاع الثورة التحريرية الجزائرية التي ما زالت مصدر إلهام لكل المناضلين والأحرار ومرجعاً لكل المظلومين عبر العالم". وجاء في البيان، أن "إجماع الشعب الجزائري بمختلف أطيافه وقواه الحية الرسمية والشعبية ووقوفه إلى جانب شقيقه الشعب الصحراوي في هذا المنعطف الحاسم من كفاحه الوطني لدليل آخر على متانة ورسوخ قيم التضامن والتآزر والتحالف ووشائج الأخوة الباقية بين الشعبين الشقيقين". كما ثمنت الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو، "علاقات الأخوة وحسن الجوار القائمة بين الجمهورية الصحراوية والجمهورية الإسلامية الموريتانية"، معربة عن "تطلعها إلى تعزيزها وتوطيدها بما يخدم المصلحة المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين". ودعت جبهة البوليساريو فرنسا إلى "الكف عن دعمها اللا مشروط للمملكة المغربية في مواصلة احتلالها العسكري لأجزاء من التراب الوطني"، كما ذكّرت إسبانيا ب"مسؤوليتها المركبة، تاريخياً، قانونياً وأخلاقياً إزاء الصحراء الغربية وشعبها، ونبهتها إلى أن محاباة المملكة المغربية، وإن كانت في الماضي رهاناً خطيراً، فإنها تصبح، في ظل التطورات الأخيرة، خطأ قاتلاً، ستدفع المنطقة بكاملها ثمنه باهظاً، على مستوى الأمن والاستقرار واحترام الحدود الدولية الموروثة غداة الاستقلال". وإذ تثمن جبهة البوليساريو في بيانها، التوسع التدريجي لدائرة الأصوات المغربية المتعاطفة والمؤيدة لكفاح الشعب الصحراوي العادل، تعرب، من جهة، عن شجبها للجوء نظام المخزن المغربي لسياسة تجييش وشحن الرأي العام المغربي ضد كل ما هو صحراوي ومن جهة أخرى عن قناعتها الراسخة بأن منطق التوسع آيل إلى الاضمحلال وأن منطق الأخوة وحسن الجوار على أساس الاعتراف والاحترام المتبادل بين الشعبين المغربي والصحراوي حتمية تاريخية مهما طال الزمن.