صنع اللاعب الدولي، يوسف بلايلي، الحدث، بتألقه المميز في الدوري القطري. ورغم بدايته المتأخرة لأجواء المنافسة موازاة مع التحاقه بنادي قطر القطري، إلا أنه لم يتوان في التربع على عرش هدافي الدوري القطري، بعدما خطف الأضواء، مع نهاية العام المنصرم وبداية السنة الحالية، حين سجل 9 أهداف في 5 مباريات، تلتها مسيرة من التميز والتألق نحو هز الشباك وخطف الأضواء. يحتل المهاجم، يوسف بلايلي، موقعا جيدا للعودة مجددا إلى تشكيلة المنتخب الوطني، بداية من شهر مارس. وهذا، تزامنا مع العودة إلى أجواء المنافسة، من بوابة ما تبقى من تصفيات كأس أمم إفريقيا، التي ستتصف بالشكلية، إلا أنها تعد فرصة مهمة للناخب الوطني، للوقوف على جاهزية لاعبيه، وتمديد سلسلة النتائج الإيجابية المحققة، ما يجعل بلايلي في صدارة العناصر التي يضعها ضمن خياراته، خاصة في ظل غيابه الاضطراري عن المواجهة التي جرت خريف العام المنقضي، وفي مقدمة ذلك وديتا نيجيريا والمكسيك، وكذا لقاء زيمبابوي، بسبب عدم جاهزية ابن الباهية وهران وابتعاده عن المنافسة بعد تأخره في التعاقد مع فريق جديد يستهل معه الموسم الجديد، قبل أن يحط الرحال بنادي قطر القطري. بلماضي- بلايلي.. ثقة وعتاب ثم ثقة ومن بين الجوانب التي ستحفز اللاعب يوسف بلايلي على مواصلة التميز في الدوري القطري، الثقة التي يحظى بها من طرف الناخب الوطني، جمال بلماضي. ورغم أن هذا الأخير لامه في وقت سابق بسبب تأخره في تحديد وجهته الكروية في الوقت المناسب، فضلا عن تضييعه فرصة اللعب في البطولة الأوروبية، إلا أن ذلك لم يمنع بلماضي من ترك الأبواب مفتوحة أمام بلايلي، وذلك مباشرة بعد ترسيم التأهل لنهائيات كأس أمم إفريقيا، حيث صرح حينها بالقول: "بلايلي افتقدناه هو ويوسف عطال، بسبب وضعهما العام، ولكننا ننوي استرجاعهما مجددا"، مؤكدا أن ابتعاد بلايلي عن قائمة "الخضر" ناجم أساسا عن افتقاده اللياقة التنافسية، بسبب كورونا، وكذا التأخر في حسم وجهته الجديدة، ما جعله حينها يعبر عن عدم رضاه من وضعية ابن وهران وطريقة تسييره لمشواره الاحترافي التي لم تكن في المستوى المطلوب، حسب الناخب الوطني. وتزامن ذلك مع فسخ بلايلي العقد مع الأهلي السعودي، ليدخل جس النبض الذي توج في النهاية بتحويل الوجهة نحو قطر القطري، خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية. بلايلي فهم الرسالة ويريد العودة بقوة إلى "الخضر" وإذا كان بلماضي قد انتقد بلايلي، خريف العام الماضي، فإن هذا الأخير فهم رسالة مدربه جيدا، حيث لم يتوان في التأكيد، خلال تصريحات إعلامية، بأنه سيسعى إلى إقناع بلماضي مجددا بغية كسب ثقته للعودة إلى المنتخب الوطني. حدث ذلك مباشرة بعد توقيعه العقد مع نادي قطر القطري، مشيرا إلى أنه على علم بغضب بلماضي منه، ما يجعله يسعى إلى إقناع مسؤول كتيبة محاربي الصحراء بقدرته على العودة إلى الواجهة من أوسع الأبواب، وهو الأمر الذي تجسد ميدانيا منذ البداية، حين تربع على عرش هدافي الدوري القطري، وهو مكسب سمح له بقلب موازين فريقه الحالي نحو الأفضل، وذلك بعد تحويله من فريق يسعى إلى تفادي السقوط إلى فريق يطمح في قوله كلمته مع بقية الندية الطامحة إلى اللقب، كما أن بلايلي أنهى العام 2020 وافتتح السنة الجديدة بأهداف متنوعة ومميزة، بدليل تسجيله 9 أهداف كاملة في 5 مباريات فقط، من ذلك تسجيله ثلاثية في مرمى نادي الأهلي لحساب الجولة العاشرة من دوري نجوم قطر، كما ساهم في تمريرات حاسمة صنعت الفارق لمصلحة فريقه. تتويجه بجائزة لاعب الشهر يجعله في صدارة نجوم دوري قطر وكمحصلة لهذا التميز، الذي صنعه بلايلي في مستهل تجربته الكروية في الدوري القطري، فقد توج ابن الباهية وهران بجائزة لاعب الشهر (نوفمبر وديسمبر من السنة المنقضية)، حيث أعلنت مؤسسة دوري نجوم قطر في تغريدة على حسابها الرسمي: "يوسف بلايلي نجم نادي قطر يفوز بجائزة أفضل لاعب لشهر نوفمبر وديسمبر". وجاء هذا التتويج كدافع معنوي يعكس التألق الذي ميز أداء بلايلي، الذي سجل حينها 9 أهداف ومنح تمريرتين حاسمتين خلال 6 مباريات فقط، ما جعله من العناصر التي جمعت بين حسن الأداء والحس التهديفي، وكذا التمريرات التي صنعت فرصا تهديفية لفريقه، وسط رهان على مواصلة تسجيل أهداف أخرى لدفع فريقه نحو تحقيق مسار أكثر تميزا، وهو المتواجد ضمن كوكبة فرق المقدمة بعدما كان في وقت سابق يعاني في المراتب الأخيرة. وإذا كان الكثير يجمع على أن يوسف بلايلي لم يحسن تسيير مشواره الكروي، سواء في البطولة الوطنية، خاصة بعد العقوبة المسطولة عليه بسبب تناوله مواد محظورة، إلا أن الشيء المهم في ابن وهران هو قدرته على رفع التحدي، وكذا الثقة التي حظي بها من طرف الناخب الوطني جمال بلماضي، ما سمح له بالعودة إلى الواجهة، حيث ساهم بشكل فعال في تتويج "الخضر" باللقب القاري خلال نسخة 2019 التي احتضنتها مصر، كما أنه لا يزال ضمن خيارات بلماضي، الذي يراهن على استعادة كامل إمكاناته حتى يكون في الموعد خلال شهر مارس. حدث هذا رغم العتاب الذي لقيه بلايلي من طرف الناخب الوطني، عتاب وظفه مهاجم "الخضر" في شقه الإيجابي، في انتظار تفادي أخطاء الماضي، ومواصلة مسيرة التميز مع العناصر الوطنية، التي ستكون أمام تحديات بالجملة خلال هذا العام، وفي مقدمة ذلك، المراهنة على كسب معركة التصفيات المؤهلة لمونديال 2022 بقطر، فضلا عن الحرص على الدفاع عن اللقب القاري، الذي سبق للمنتخب الوطني أن توج به منذ عامين بمصر. ناصر مقيدش يثني على بلايلي من جهة أخرى، أثنى اللاعب الدولي السابق، ناصر مقيدش، المقيم حاليا في قطر، على بلايلي، وأكد أنه قد ساهم بنقل فريقه من ذيل الترتيب إلى المراتب الأولى. وقال، في تصريحات ل"الشروق اليومي": "بلايلي قلب جميع الموازين في الدوري القطري، ففي مباريات قليلة أصبح أحد أبرز الهدافين، كما أنه ساهم في نقل فريقه من المراتب الأخيرة إلى المرتبة الخامسة، وهذا ما يرشحه للعودة بقوة مستقبلا إلى المنتخب الوطني، خاصة أنه اعتذر إلى المدرب بلماضي، وله طموح لاستعادة إمكاناته والبرهنة مجددا". هذه هي أهداف بلايلي المستقبلية هذا، وأكد الدولي الجزائري، يوسف بلايلي، أن طموحاته المستقبلية مع المنتخب الجزائري، هي التأهل لمونديال قطر 2022، وقال لدى نزوله ضيفا على قناة الكأس القطرية: "لدينا ثقة كبيرة في الذهاب إلى هذه المسابقة مع جمال بلماضي، وأتمنى أن يكون قدومي إلى قطر فرصة للتأقلم مع الأجواء هنا قبل لعب كأس العالم مع المنتخب الجزائري". ووجه بلايلي رسالة اعتذار إلى جمال بلماضي، الذي كان قد انتقد تماطله في الفصل في مستقبله، مما أدى إلى إبعاده عن المنتخب الجزائري في المباريات الأخيرة، فقال: "جمال بلماضي غاضب مني أعتذر إليه وإلى الشعب الجزائري، وسأعود بقوة مستقبلاً".