بعد مُرور قرابة السنة وبضعة أشهر على واقعة القبض والتحفظ على مُغني الفلامينكو رضا سيكا، و13 متهما آخر في قضية "الاتجار بالسُموم البيضاء" التي هزت الرأي العام الجزائري خلال العام 2011، ستنظر محكمة الجنايات بالجزائر العاصمة قريبا في القضية التي توّرط فيها الفنان رفقة 9 مضيفين سهّلوا دخول المخدرات إلى الجزائر عن طريق استغلال وظيفتهم في الجوية الجزائرية. ورغم أن الفنان سبق وأن نفى كل التهم المنسوبة إليه، وهو الأمر الذي أكدته زوجته أيضا، إلا أن للعدالة رأيا آخر فيما يبدو. واستنادا إلى ما نشرته وكالة الأنباء الجزائرية، ظهيرة الأربعاء الماضي، فإن محكمة الجنايات بالجزائر العاصمة ستنظر بتاريخ 27 جوان الجاري، في قضية الفنان رضا سيكا رفقة 13 متهما آخر متابعين بتهمة المتاجرة في المخدرات ضمن عصابة إجرامية منظمة. ومن المعروف أن المدعو سيكا، الذي يعمل كمضيف طيران بالخطوط الجوية الجزائرية، كانت مصالح الأمن قد وجهت إليه تهمة جلب المخدرات من مدينة باماكو بجمهورية مالي لفائدة المتهم الرئيسي في القضية "ف. عبد النور". وكانت التحقيقات الأولية قد أكدت توّرط 9 مضيفين و5 عمال بالجوية الجزائرية، منهم 6 متهمين في حالة فرار، ليصل مجمل مُحركي هذه القضية الخطيرة والمتورطين فيها إلى 22 متهما. علما أن الفنان رضا سيكا كان قد أنكر هذه التهمة أثناء التحقيق معه، معترفا في ذات الوقت أنه استهلك هذه المادة في مناسبات قليلة دون المتاجرة فيها. وتعود وقائع القضية إلى تاريخ 02 أكتوبر من العام 2011، حينما ألقي القبض على مضيف طيران في الجوية الجزائرية، يدعى "ح. ي"، متلبسا، وبحوزته كمية من الكوكايين بلغت 200 غرام، كان الأخير بصدد تهريبها من العاصمة المالية باماكو إلى الجزائر. لكن من سوء حظ المضيف أن معلومات دقيقة وصلت إلى مصالح الأمن المختصة في مكافحة الاتجار بالمخدرات، تفيد بنشاط شبكة تضم جزائريين ورعايا أفارقة في المتاجرة وترويج المخدرات من نوع الكوكايين انطلاقا من مالي ومن إسبانيا أيضا. ليتم بعد ذلك توقيف المتهمين الآخرين، بعضهم كان يتولى نقلها من مالي أو إسبانيا لتوصليها إلى الأشخاص الذين يتولون ترويجها بالجزائر، وبعضهم الآخر كان يتاجر فيها عن طريق إعادة بيعها بالتجزئة أو الإدمان عليها. وأثناء سير التحقيقات الأولية، تبيّن أن الشبكة، التي كان على رأسها المتهم "ف. عبد النور"، قد قامت باستغلال منصب مجموعة من موظفي الجوية الجزائرية العاملين كمضيفي طيران لجلب وتسهيل دخول هذه المخدرات إلى أرض الوطن. وقد اعترف المتهم الرئيسي "ف. عبد النور" أثناء التحقيق القضائي أنه فعلا وظف مجموعة من المضيفين، بينهم رضا سيكا، كانت مهمتهم جلب كميات متفاوتة من الكوكايين منذ سنة 2008 من باماكو وإسبانيا. الجدير ذكره أن عودة هذه القضية إلى الواجهة، تأتي بعد مرور أكثر من سنة ونصف من تفجير "الشروق" لحيثياتها من باب أن للقارئ كل الحق في الاطلاع على المعلومة، وهو الأمر الذي لم يعجب البعض الذي كان يريد التعتيم عليها لتمريرها في الحجرات المُغلقة. لذا لم يكن غريبا أن يهاجم المغني رضا سيكا "الشروق" من خلال فيديو تم تداوله على "اليوتوب" آنذاك، وهو على متن "الميترو" يقوم رفقة مجموعة من الأشخاص "غير الطبيعيين" وهم يدوسون بأرجلهم الجريدة التي تعلّق بها كل الجزائريين في صورة أرادوا من خلالها إعادتنا إلى زمن خنق حرية المعلومة وكبت وصولها إلى القارئ بكل شفافية ووضوح. المفارقة أن هذا السلوك الغريب والشاذ خلق حالة من تعاطف القراء مع جريدتهم "الشروق"، في وقت كان من المفترض أن يبحث فيه رضا سيكا عمن يتعاطف معه؟؟ وهو الذي كان يريد أن يقول من على متن "الميترو"، إنه لم يقبض عليه، لكن ومع مرور الأيام ثبت أن "الشروق" لم تتحامل على المدعو سيكا، وأنها نشرت الخبر مثلها مثل جميع وسائل الإعلام المكتوبة التي عادت لتنشر عن القضية بعد تحديد تاريخ النظر فيها يوم 27 جوان القادم.