رحبت معظم دول الخليج العربية بإلاطاحة بالرئيس محمد مرسي، الأربعاء بعد أيام من الاضطرابات في بلد اعتبرته تلك الدول في مرحلة ما حليفا أساسيا لها ضد منافستها إيران، باستثناء قطر التي كانت آخر من يعلن عن موقفها الذي حمل الكثير من التحفظ إزاء الأحداث المتسارعة بمصر". وأزعج صعود جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي في مصر عقب الإطاحة بالرئيس حسني مبارك في 2011 معظم الدول العربية الخليجية بما في ذلك دولة الإمارات التي خشيت أن يقوي ذلك شوكة الإسلاميين في الداخل. فمن جانبها بدت قطر التي كانت السباقة في الترحيب بما عرف بثورات الربيع العربي، متحفظة بخصوص تنحية مرسي حيث صرح مصدر مسؤول بوزارة خارجيتها بأن "دولة قطر ستظل سنداً وداعماً لجمهورية مصر العربية الشقيقة لتبقى قائداً ورائدا في العالم العربي والإسلامي". وأكد المصدر في تصريح لوكالة الإنباء القطرية أن سياسة دولة قطر كانت دائماً مع إرادة الشعب المصري الشقيق وخياراته بما يحقق تطلعاته نحو الديمقراطية والعدالة الاجتماعية. وأشاد المصدر ذاته بالدور الذي تضطلع به القوات المسلحة المصرية في الدفاع عن مصر وأمنها القومي، مؤكداً على ضرورة تعزيز اللحمة الوطنية بين جميع أبناء الشعب المصري الشقيق وتغليب مصالحه وإرادته وفقاً لثوابت ثورة 25 يناير المجيدة ومكتسباتها، ومن أجل تحقيق أهدافها. وأكدت دولة قطر على استمرار علاقاتها الأخوية المتميزة مع جمهورية مصر العربية والعمل على تنميتها وتطويرها بما يخدم مصالح البلدين الشقيقين وشعبيهما. وكانت قطر الوحيدة بين الدول العربية الخليجية التي احتفلت بانتفاضة الربيع العربي في مصر في 2011 والتي أطاحت بمبارك الذي كان خصما لإيران وحليفا للأسر الحاكمة في دول الخليج التي تملك ربع احتياطيات العالم من النفط. وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن العاهل السعودي الملك عبدالله أرسل رسالة تهنئة إلي المستشار عدلي منصور رئيس المحكمة الدستورية العليا في مصر الذي عين رئيسا مؤقتا للدولة. وقال الملك في رسالته "باسم شعب المملكة العربية السعودية وبالأصالة عن نفسي.. نهنئكم بتولي قيادة مصر في هذه المرحلة الحرجة من تاريخها. وإننا إذ نفعل ذلك لندعو الله أن يعينكم على تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقكم لتحقيق آمال شعبنا الشقيق في جمهورية مصر العربية". وأشاد الملك عبدالله في رسالته أيضا بقيادة القوات المسلحة المصرية "لإخراجها مصر من نفق الله يعلم أبعاده وتداعياته". ورحبت دولة الإمارات العربية أيضا بالتغيير في مصر وأشادت بالقوات المسلحة المصرية. ونقلت وكالة أنباء الإمارات (وام) في هذا الصدد عن وزير خارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان قوله "أن الإمارات على ثقة تامة بأن شعب مصر العظيم قادر على تجاوز اللحظات الصعبة الحالية التي تمر بها مصر وان ينطلق بها إلي مستقبل آمن وزاهر".