استعاد الجيش الكونغولي يوم الجمعة السيطرة على بلدة كمانغو الواقعة على الحدود الأوغندية بعدما استولى عليها متمردون أوغنديون الخميس الماضي فيما سجلت منظمة الصليب الأحمر الدولي فرار 60 ألف شخص إلى أوغندا المجاورة خلال أربعة أيام. وحسب مسؤول عسكري في جمهورية الكونغو الديمقراطية فإن الجيش الكونغولي استعاد مساء أمس الجمعة السيطرة على قرية كمانغو شرق البلاد والقريبة من الحدود مع أوغندا بعدما استولت عليها مجموعة متمردة أوغندية يطلق عليها "القوات الديمقراطية المتحالفة " الخميس الماضي. وأكد المصدر أن الجيش الكونغولي شن بعد ظهر أمس الجمعة هجوما مضادا لاستعادة قرية كمانغو الصغيرة الواقعة على الحدود الأوغندية. وكان متحدث باسم الجيش الاوغندي صرح أن مجموعة ما يسمى ب "القوات الديمقراطية المتحالفة" أغارت على بلدة كمانغو مشيرا الى أن بعض الاشخاص لقوا مصرعهم أثناء ذلك الهجوم. فرار الآلاف من الكونغو الديمقراطية إلى أوغندا المجاورة وفي هذا السياق أعلنت منظمة الصليب الأحمر الدولي أن 60 ألف لاجئ كونغولي وصلوا إلى أوغندا منذ الخميس الماضي بعد ان فروا من الإشتباكات بين جيش الكونغو والمتمردين الأوغنديين في شرق البلاد. وأفادت كاثرين نتابادي من الصليب الأحمر في أوغندا بأن المنظمة سجلت حتى الآن وصول 40 ألف كونغولي إلى أوغندا وأن هناك 20 ألفا آخرين لم يتم تسجيلهم حتى تلك اللحظة. وكانت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أعلنت أن أكثر من 30 ألف شخص فروا من الكونغو إلى أوغندا عقب اندلاع الإشتباكات. ولاتزال هيئات الإغاثة والسلطات الحكومية تبذل قصارى جهدها لإيواء الفارين وأن إجتماعات مستمرة تعقد بين تلك الهيئات في أوغندا لبحث سبل تقديم الدعم إلى اللاجئين حسب ما ذكرت تقارير إعلامية. وكانت مبعوثة الأممالمتحدة لمنطقة البحيرات العظمى ماري روبنسون دعت أول أمس الجمعة إلى الإسراع في نشر قوات دولية شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية. ودعت روبنسون خلال لقائها نائب رئيس الوزراء و وزير خارجية بلجيكا ديديه رايندرس ببروكسل "بلجيكاوالأممالمتحدة إلى الإسراع في نشر القوات الدولية في منطقة كيفو شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية وإرفاقها بعملية تضمن انسحاب القوات الأجنبية من البلاد" في إشارة إلى القوات الرواندية والأوغندية. كما أعربت المبعوثة الأممية عن "قلقها ازاء تجدد أعمال العنف في منطقة كيفو شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية". وشهدت المناطق الشرقية لجمهورية الكونغو الديمقراطية مواجهات مسلحة خلال الأشهر الأخيرة منذ أن أطلقت مجموعة "أم 23 " حملة تمرد في مقاطعة نورث كيفو في أوائل عام 2012. واستولى المتمردون على مدينة غوما حاضرة مقاطعة نورث كيفو قبل الانسحاب منها تحت ضغط اقليمى لتسهيل محادثات سلام جرت نهاية العام الماضي. وفي مارس قرر مجلس الأمن الدولي نشر كتيبة تدخل في إطار بعثة الاممالمتحدة المعنية بفرض الاستقرار في الكونغو الديمقراطية من اجل تنفيذ عمليات هجومية على أهداف بموافقة أو عدم موافقة الجيش الوطني الكونغولي ضد المجموعات المسلحة التي تهدد السلام في شرق الكونغو. تجدر الإشارة إلى أن وجود جماعة "القوات الديمقراطية المتحالفة" في الكونغو الديمقراطية يعتبر دائما مصدر توتر بين السلطات الاوغندية والكونغولية وقد هددت أوغندا مرارا بالقضاء على المتمردين الذين ينشطون في شرق الكونغو الديمقراطية اذا لم تقم السلطات المعنية بنزع سلاحهم. وكان تواجد متمردي "القوات الديمقراطية المتحالفة" الأوغنديين في شرق الكونغو الديمقراطية قد دفع في أواخر التسعينات بالقوات الحكومية الاوغندية الى العبور الى الدولة الجارة لملاحقتهم.