إعترافك بما جنيته في حق نفسك ندمك، اعترافك بأنك في طريق الظلال والمعاصي تسيرين، هو أولى الخطوات نحو الطريق الصحيح، لن أسألك كيف وقعت في وحل الرذيلة، ولكن أسالك إلى متى ستبقين هكذا؟ رسالتك تدل على أن ضميرك بدأ يسفيق من سباته، وأنك طيبة في أعماق قلبك، فاستغلي هذه الصحوة وهذا الندم هذه الطيبة وفري من وحل الرذيلة، إلى حديقة الفضيلة، اغتنمي الفرصة وفري من غضب الله إلى رضاه ومن شدة عقابه إلى رحمته وعفوه..إنه كريم..رؤوف..رحيم..تواب..غفور. غيري تلك الملابس النتنة بملابس الطهر والعفة، وغيري عطور الملاهي..بعطور الجنة: الذكر والاستغفار، ارمي من يديك كل حرام واحملي بهما مصحفا وتضرعي إلى الحي القيوم بأن يعفو عنك ويتوب إنه عفو تواب. إن الوقت لم يفت بعد فجعل الله لنا التوبة لأنه يعلم بمدى الأخطاء التي نرتكبها، والله يفرح بتوبتنا وبالعودة إليه..فالتوبة هي طريق السالكين ومفتاح السعادة اقرئي قوله تعالى:"إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين"..واقرئي قوله "وتوبوا إلى الله جميعا"..واقرئي هذه البشرى الطيبة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "التائب حبيب الله والتائب من الذنب كمن لا ذنب له". لقد حلّ رمضان فاجعليه البداية لحياة جديدة..حياة نقية طاهرة..اجعليه مفتاحا لسعادة أبدية تجدينها في الدارين أسأل الله لك الهداية.. أمين يا رب. عبد العزيز من المدية . . لقد ختم الشيطان على قلبي ولن أتمكن من النجاة السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد: أبنائي القراء لأن ثقتي فيكم كبيرة سألقي بهمي بين أيديكم رغبة مني في المساعدة، لأنني لم أستطع التصدي لأهواء نفسي بعدما بلغت الستين، علما أنني في سن الشباب كنت أكثر ثباتا مما أنا عليه الآن. عندما بلغت سن النضج، لم ألتزم بأحكام الله بل تطاولت عليها بحب الحياة والتشبث بها، بل اللهث خلف بريق وبهارج دنيا الشيطان الذي أوقعني في حبائله، غدوت مراهقا أتبع العورات وأشتهي المحرمات، فأنحني ملأ إرادتي لكل النزوات، قضيت الأيام والليالي الطويلة بعيدا عن دنيا الإيمان بالله، فلم أستطع العودة إلى كنف الرحمن والأكثر من ذلك أنني كلما تقدمت في السن، كلما ازداد تعلقي بالدنيا وكأنني سأعيش أبدا لأخلد فيها. لست راضيا على نفسي، أرغب بالتحرر من قبضة الشيطان، لكنني عجزت عن تحقيق غايتي حتى عندما أقرأ القرآن لينير لي الدرب، يكون قلبي بعيدا عن معانيه فلا أدرك منه شيئا، فأجدني أبتعد عنه، لقد أصبحت من الذين ختم الله على قلوبهم، رغم ذلك لدي الأمل في النجاة فماذا أفعل قبل أن ينقلب القارب فيُسقطني في بحر الظلمات عندها لن يكتب لي النجاة. صادق/ خميس مليانة . . في رحاب رمضان رمضان شهر الخير والبركات، أقبل بالبشر والخير، عمّت أنواره جميع الكائنات، وملأت نفحاته العبقة الأرض والسماوات، وتنزلت بحلوله البركات، وانهالت لمقدمه الرحمات، فمرحباً بخير الشهور، مرحباً بمقدم الضيف الحبيب، كنز المتقين، وفرصة التائبين من رب العالمين، أطل علينا سيد الشهور، وأفضلها على مر العصور، شهر خصه الله بخصائص عظيمة، ومزايا جليلة، لو تكلمنا عن بعض فضائله، ما وسعنا الزمان في ذكر محاسنه، يقول المولى عز وجل: "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَان." شهر جعل الله صيامه فريضة، وقيام ليله تطوعاً وفضيلة، تُفتح فيه أبواب الجنان، وتُغلق فيه أبواب النيران، وتصفد فيه الشياطين، يكفي لنا قول سيد الأنام عن شهر الصيام:"أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ، فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ، لِلَّهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ." الأعمال فيه مباركة، والأجور فيه مضاعفة، فهو موسم من أعظم المواسم الربانية، يقول عنه المصطفى صلى الله عليه وسلم: "كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: "إِلا الصَّوْمَ ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ؛ فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ، وَلَخُلُوفُ فِيهِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ." فيا سعادة من مدّ الله له في الأجل، ومتعه بنعيم الصحة، ليغنم بمغفرة الله ورضوانه، والعتق من نيرانه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَاناً وَاحْتِسَاباً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِه". فحقيق بمن استقبل رمضان وهو في نعمة الله، أن يشكر هذه النعمة بأداء حقها، وأن يستغل هذه الأيام المباركة بما يرضي المولى عز وجل عنه، ولنتعرض لنفحات الله تعالى في هذا الشهر الكريم، ولنعقد العزم من أول أسبوع أن نكون إلى الله أقرب وعن النار أبعد، لكي لا نضيّع فرصاً قد أتت، فلعلنا لا ندرك رمضان، ولعل رمضان يأتي ولا يلقانا، فكم من عزيز كان معنا في رمضان الماضي وهو الآن تحت الثرى، فلنجد ونجتهد من أول أيامه، ولنستغل سعاته ولحظاته، فإن المحروم من يدخل عليه رمضان ولم يغفر له. فيارب بلغنا رمضان، ونسألك الإعانة على الصيام والقيام، وأن تمن علينا بتمامه بالقبول والرضوان. . . رد على مشكلة: كيف أقنع زوجي بأن رمضان للصيام وليس شهرا للطعام. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ شِبَعًا فِي الدُّنْيَا أَكْثَرُهُمْ جُوعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ". وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "مَا مَلأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ، بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ لُقَيْمَات يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فَإِنْ كَانَ لا مَحَالَةَ، فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ، وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ، وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ". بنت الحرمين - هدى الله زوجك وأصلح حاله، أكثري من الدعاء له لأن الله قد ابتلاه بالنعم واستمر على ما أنت عليه وسيجزيك الله خيرا، ولا تملّي ولا تقنطي فسيأتي اليوم الذي يستفيق فيه من سباته الطويل. أكثري من الذكر والطاعات وعامليه بالحسنى والطيبة رغم ما تنكرين عليه من صفات، لأن معاملتك الحسنة له ستجعله يعيد النظر في أموره، ذكريه من حين لآخر بغضب الله وانتقامه وأخبريه بأن لا يأمن مكر الله، فالله يرى ويسمع وقد يبتليه من جراء أفعاله، فليغتنم رمضان وليستغفر الله ويتوب إليه. نعم الله - بارك الله فيك، على حرصك واجتهادك في حث زوجك وأولادك على العبادة والطاعة واصلي على الدرب ليس في أيام رمضان فقط وتضرعي للمولى القدير أن يهدي زوجك ولا تملي أبدا، استعيني بأولادك فهم ورقة رابحة، علميهم العبادة، الذكر والاستغفار وتفاخري وتباهي بهم أمام زوجك، إياك والتمرد والعصيان لأنهما سيفتحان أبواب لمشاكل أنت في غنى عنها، حاولي إقناع زوجك بهدوء،ولكل رجل نقطة ضعف، تنفد منها المرأة لقلب زوجها هذه النقطة تختلف من رجل لآخر فابحثي عنها. أما بالنسبة لما يطلبه منك من طعام فكوني ذكية في التحضير مثلا اطبخي أنواع الطعام التي لا تأخذ وقتا كثيرا، وتفنني في تزيين المائدة بمأكولات تدوم صلاحيتها مدة أطول، احفظيها في الثلاجة، وقدميها كل يوم على شكل بحيث لا ينتبه، صدقيني الرجل خاصة لما يكون صائما، يأكل بعينه، حاولي تخصيص بعض الوقت حين يكون زوجك في البيت للتقرب من الله وادعي بصوت يسمعك: مثلا قولي اللهم وفقتني لعابدتك ولخدمة زوجي دون كلل فوفق زوجي لعبادتك، حسسيه دائما أنك وأولادك موّفقين كلما تقربت من الله، ابتعدي عن النصيحة المباشرة لأنه سيبرز قوته بالرفض، كوني ذكية، واجعليه يأتي إليك مهرولا يطلب النصح والإرشاد وأخيرا الدعاء ثم الدعاء.. ادعي الله وثقي أنه بصير رقيب، سميع عليم، رؤوف رحيم. انسانية/ جيجل . . فرج همك اللّهُمَّ وَفِّرْ حَظِّي مِنَ النَّوافِلِ، وَأكْرِمني فيه الشهر الفضيل بِإحضارِ المَسائِلِ، وَقَرِّبْ فيهِ وَسيلَتي إليكَ مِنْ بَيْنِ الوَسائِلِ، يا مَن لا يَشْغَلُهُ إلحاحُ المُلِحِّينَ. أللّهُمَّ غَشِّني فيهِ بالرَّحْمَةِ، وَارْزُقني فيهِ التَّوفيقَ وَالعِصْمَةَ، وَطَهِّر قَلبي مِن غياهِبِ التُّهمَةِ، يارَحيماً بِعبادِهِ المُؤمنينَ. أللّهُمَّ اجْعَلْ صِيامي فيهِ بالشُّكرِ وَالقَبولِ عَلى ماتَرضاهُ وَيَرضاهُ الرَّسولُ مُحكَمَةً فُرُوعُهُ بِالأُصُولِ، وَالحَمدُ للهِ رَبِّ العالمينَ. . . حلول في سطور: - إلى اسماعيل/ غرداية: الفتاة التي تحدثت عنها في رسالتك لا تستحق منك هذا الحب الطاهر، لقد حملت المشاعر الصادقة لمن فضلت العبث بك واستغلالك، وفي النهاية تطلب منك الانتظار لأنها لم تقرر بعد أن تُكمل معك المشوار، أنصحك بالانسحاب من حياتها ولا تندم على ذلك أبدا، لأنه قرار صائب. - إلى نوال /سكيكدة: لقد شاء الله أن تنفصلي عن زوجك، فما عليك سوى الإيمان بالقضاء، وتقبل الواقع الذي ترينه مرا، فقد يبدو لك الشر من هذا الطلاق، لكنه يضمر لك الخير مادام الله اختار لك هذا المصير. عزيزتي أرجو ألا تنغلقي على نفسك بالبكاء على حظك، فلا تيأسي من رحمة الله، واسأليه بهذا الدعاء"اللهم أجرني في مصيبتي وعوضني خيرا منها"، وتأكدي أنه لا مانع لما أعطاه الله، ولا معطي لما منعه. أسال الله أن يرزقك بزوج صالح تقر به عينك ويساعدك على طاعة الله. - إلى سمير/ عين الدفلى: إذا أردت التخلص من تلك الشائعات التي تلاحقك، ما عليك سوى إعادة النظر في التصرفات التي أقدمت عليها، عساك تجد المخرج لما فعلته بجهالة، ولتعلم أن الجاهل لا يُعذر أبدا بجهله. - إلى فضيلة/المدية: ما حدث لابنك ليس أمرا هيّنا يتطلب منك التكتم عليه، بل يجب عليك عرضه على طبيب مختص ليحدد طبيعة الضرر الذي لحق به، ومن تم مباشرة الإجراءات القانونية اللازمة، لردع هذا الشاب وأمثاله من أصحاب الانحلال الخلقي، لا تفعل ذلك من تلقاء نفسك لأن إطلاع زوجك على الأمر ضرورة ملحة في هذا المقام. - إلى باية/ العاصمة: كلا عزيزتي، لست على صواب فإذا كان زوجك قد اعترف بالخطأ، فهذا لا يمنحك حق التصرف بهذه الطريقة لأنها ستجلب لك الخزي، أما عن قاعدة البادئ أظلم فإنها لا تنطبق على هذا الوضع. سيدتي الفاضلة، هل فكرت في مصير الأبناء وهل راودك لهنيهة زمن أن ما تفكرين به معصية، أم ترى عقلك قد غاب وأكلته الذئاب التي لن ينفعك في حضرتها سوى المزيد من المشاكل بمجرد أن تنال منك إذا فتحت لها الباب.