سالم زواوي خلال وجوده بنيويورك للمشاركة في أشغال الدورة السنوية العادية للجمعية العامة للأمم المتحدة، دافع الرئيس الإيراني أحمدي نجاد بشراسة ومنطق كبيرين عن ملف بلده النووي، على الرغم من أنه كان محاصرا باليهود ومضايقاتهم في كل خطوة يخطوها، ولكن أين الحق وأين المنطق وأين سلطة الحجة في عالم اليوم الذي لا سلطة فيه لغير اليهود وأمريكا ومصالحهما المدمرة التي أدخلت الشعوب في عصر من الظلمات قد لا تخرج منه قبل حقبة طويلة من الزمن؟ في الوقت الذي كان الرئيس الإيراني يشرح هدف البرنامج النووي الإيراني السلمي على منبر الأممالمتحدة كان وزراء خارجية الدول الغربية القوية في نفس المبنى يبحثون صيغ العقوبات التي يجب أن تفرض على إيران في حال استمرارها على مواقفها في الدفاع عن حقوقها المشروعة وذلك تحت الضغوط والمراقبة الإسرائيلية اللصيقة والإشراف المباشر لوزيرة الخارجية الأمريكية. وفي نفس هذا الوقت أيضا، كان بعض العرب "المحرشين" يتحدثون عن خطر البرنامج النووي الإيراني، حتى ولو كان سلميا، من حيث إمكانية تلويثه للبيئة في منطقة الخليج في حالة حادث، مع أن هذا احتمال موجود في كل البلدان التي تمتلك منشآت نووية، متناسين ما في حوزة اسرائيل من رؤوس نووية مستعدة لاستعمالها في أي لحظة لإبادة شعوب المنطقة بأكملها، متناسين أن إسرائيل تصدر ألاف الأطنان من المواد الغذائية الملوثة والمعدلة جينيا لمختلف البلدان العربية بتواطؤ مع أنظمة هذه البلدان قصد القضاء جذريا على السلالة العربية من خلال ما تحمله هذه المواد من أمراض وبرامج للتحكم في النسل وفي بنية الإنسان ومستقبله.. وهذا في موازاة اللهث وراء الحصول على التطبيع مع إسرائيل بأي ثمن إرضاء لأمريكا، رغم أن إسرائيل تقف وراء كل المخططات الرامية إلى تدمير كل البلدان العربية والإسلامية وقد ثبت، من خلال سياسة ما يسمى بالمحافظين الجدد في البيت الأبيض، وهم من اليهود بنسبة 25٪، أن اسرائيل هي التي كانت وراء غزو العراق وتدميره وتفكيك بنيات دولته وحضارته العريقة، وهي التي تدفع اليوم أمريكا والدول الغربية للاعتداء عسكريا على إيران وتدميرها باعتبارها دولة إسلامية ترفض ما تفعله إسرائيل بالشعب الفلسطيني وبالمقدسات الإسلامية وعلى رأسها القدس في فلسطين. ومن خلال المعاملة التي تلقاها الرئيس الإيراني من طرف اليهود في نيويورك تأكدت مرة أخرى، النوايا السيئة والمبيتة لأمريكا وإسرائيل وما بقي للعرب أو بقايا العرب إلا الإلتفاف حول البرنامج النووي الإيراني وحبذا لو كان هذا البرنامج يهدف لإنتاج القنبلة النووية، كما تدعي أمريكا.