جدل خاطئ يثار في الآونة حول الدور التصفوي الإفريقي الفاصل، المؤهّل إلى نهائيات المونديال المبرمج بالبرازيل صيف 2014. وتعتقد أطراف تخوض في هذا الغمار، أنه يتعيّن على المنتخبات الإفريقية الطامحة إلى حضور المونديال البرازيلي كسب المقابلات التي تجريها، من أجل تحسين ترتيبها في تصنيف الفيفا. حيث تصوّر هذا المقياس على أنه "مسهّل" لإفتكاكها بطاقة المشاركة في كأس العالم. ولكن التمعّن الجيّد والتفحّص الدقيق لهذا المقياس، يظهر لصاحبه أنه منح حجما أكثر من ذلك الذي يستحقه. ويكون التوضيح الأول على الشكل التالي: منتخبات المستوى الأولى وعددها خمسة لا تستفيد "آليا" من امتياز إجراء مباراة العودة من الدور التصفوي المونديالي الفاصل داخل القواعد، حيث تسحب القرعة لتحديد ميداني تنظيم مواجهتي الذهاب والإياب. ومعلوم أن العوامل التقليدية من فصيل إجراء المباراة داخل الديار وأمام الجمهور، مازال لها مفعول قوي في ملاعب القارة السمراء والوطن العربي، ما يفيد أن نسبة خطف الفوز بمعقل المنافس ضئيلة جدا، وتكرار سيناريو فوز اليونان على المضيف البرتغالي في افتتاحية "أورو" 2004 وكذا نهائي هذه البطولة، يكاد يكون مستحيلا عند الأفارقة والعرب، اللهم إلا إذا حضر المباراة رئيس الفيفا جوزيف بلاتر ومعه ميشال بلاتيني رئيس الإتحاد الأوروبي لكرة القدم وشخصيات لها صيت كروي من طينة فرانتز بيكنباور ويوهان كرويف وبيليه ومارادونا، تفاديا لإنحياز التحكيم للمحليين وتشجيعا للزوار على خوض المباراة بكل أريحية. أما التوضيح الآخر، فالمعطيات تقول إن المستوى الأول سيضم منتخبات كوت ديفوار وغانا والجزائر ونيجيريا وبوركينا فاسو، ويضم المستوى الثاني الكاميرون وتونس ومصر جنوب إفريقيا والسنيغال، إلى كبير وبكل تحفظ. فأي فرق بين منتخبات المستويين "أ" و"ب"؟! أليس تنظيم مباراة بين منتخبي غانا والكاميرون - افتراضا - يعد مواجهة متوازنة رغم أن الطرفين ينتميان لمستويين متبايين؟! وأخيرا..إذا كان تصنيف الفيفا مهما إلى هذه الدرجة، فقد فاز "الصغير" السويسري (1-0) على "العملاق البرازيلي، في لقاء ودي سهرة الأربعاء الماضي، وتعادلت ألمانيا الثانية في جدول تصنيف الفيفا، ضمن مباراة ودية بنتيجة (3-3) مع الباراغواي صاحبة المركز ال 49!