يواصل الراقي الشهير والمعروف إعلاميا في الأواسط الشعبية والعربية أبو مسلم بلحمر، الكشف عن أسرار السحر، متحدثا هذه المرّة عن القرين وتأثيره على الشخص وقراراته، لكون الإنسان يُخلق معه قرين من الملائكة وقرين من الجن، الذي يبقى لصيقا به في حله وارتحاله وفي سره وعلانيته، فالقرين له دراية كبيرة بأسرار وخفايا الشخص ويلازمه، يعرف أسراره وخباياه، يقول الله عز وجل: "إنه يراكم هو وقبيله من حيث لاترونهم" فهو يتربص بالإنسان ويرى منك كل صغيرة وكبيرة، لأنه من العالم الغيبي الذي لا يُدرك ولا يرى وهو في حدّ ذاته شيطان. الفرق بين الجني والجان ويشرح الراقي بلحمر في حلقاته المتكاملة، التي تبث على قناة "الشروق تيفي"، مبينا الفرق الموجود من الجني والجَان والفرق بين الشيطان وإبليس، فالجني هو مفرد الجن وهو ما خفي واستتر، أي لا يُرى ولا يُدرك، فسمي الجنين جنينا لاستثاره في بطن أمه، فلما جن عليه الليل أي ستره، قال هذا ربي، الستر والتغطية كما ورد في الحديث النبوي الشريف: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له جُنة" فالجُنة يقول بلحمر ستر من الوقوع في المعاصي، فسُميت الجنة جنة كثرة ظلالها، وسمي الجنان جنانا لأنه موجود داخل الصدر فهو جنان، فكل هذه الكلمات تصب في الستر والتخفي. الجن هو جمع كلمة الجني، والجان هو أبو الجن "وخلق الجان من قبل" وقد يختلف فيه بعض العلماء، أما الشيطان فهي صفة الشيطانية، واختلف فيه فريقان من العلماء قال تعالى "أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين" يعني الاحتراق، شاط يشيط على وزن فعلاء، إذن هو من النار فسمي شيطان، وفريق آخر يقول إنه يشطن العبد عن عبادة ربه، من يشطن فهو شيطان، صيغة من صيغ المبالغة. أما إبليس فهو الذي عصى أمر ربه بالسجود لآدم عندما أمره الله عز وجل بمعية الملائكة إلا إبليس فسجد الملائكة كلهم إلا إبليس كان من الجن، قال تعالى: "وإذ قال ربك للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس" يعني هو كان استثناء في عملية السجود، فإبليس اسم من أبلس يبلس من البعد، أي يبعد الإنسان عن عبادة ربه، وكلمة شيطان صفة وقد يكون الشيطان من الإنس، يقول تعالى: "شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا" قد نجد إنسياً له صفة الشيطان، لأن عمله ودأبه في الحياة يعمل عملا شيطانيا، أما كلمة أبلس فهو من الجن ويعمل عمل شيطان، لذا نحن نخلط بين شخص تلبّسه جني وشخص شيطاني، قد يكون جنيا مسلما ينطق بالشهادتين ويدين بملة الإسلام لكنه جني، أما الشيطان فهو جني زائد شيطان يعني يدخل في دائرة معصية أوامر الله عز وجل، وهنا وجه الاختلاف بين الأسماء الأربعة.
القرين له أوامر منذ وخزة المولود القرين له وظيفة يقوم بها على أحسن تمثيل لا يمل ولا يكل، له أوامر منذ وخزة المولود لما يولد، هذه الملازمة الحياتية للإنسان وهناك اختلاف من يقول يفارقه ويفوض إلى مولود آخر وهناك من يقول يبقى على ذمة التحقيق، أو يجمد عضويته، والذي نؤكده حسب ما ورد في الكتاب والسنة أن له مهمة مُلازمة ولصيقة لابن أدم حتى يزيغ عن الطريق، والعمل العكسي الذي يقوم به قرين من الملائكة. ويتساءل بلحمر: هل يا ترى للقرين أثرٌ يلازمنا في الحياة اليومية؟ وكيف يمكن إثبات ذلك؟ هناك من يحلم بحلم وبعد غد يتحقق، ويروي واقعة حدثت معه حين قصدته امرأة من الجنوب الجزائري للرقية كونها تخاف من الليل، فأخبر بلحمر أنها إذا حلمت بفلانة أنها توفيت يتحقق الحلم، فتخوفت من أن تكون "درويشة" أو تزعم علم الغيب، وهو ما جعل الراقي أبو مسلم يطرح عدة تساؤلات: هل هذا نسميه الحدس وتوقع الأشياء قبل حدوثها؟ هل هو قبس من الغيب؟ هل هو تطفل على الغيب؟ هل هو إسترقاء السمع من اللوح المحفوظ؟ أم استعانة بالجن؟ فحسبه الأمور تعالج معالجة شرعية قبل أن تعالج أمور غيبية، فنحن لنا قاعدة نلتزم ونتقيد بصحيح المنقول لا بما تستحسنه العقول؛ فالعقول يمكن أن تكون لها زلاَّت ونقائص ونحن نحترم العقل لكنه محدود، أما النقل فله ضابط شرعي ولا اجتهاد معه إذا ثبت يجب علينا التسليم التام حتى نكون من أهل العقيدة الإسلامية.