في آخر خرجاته المثيرة للجدل، دافع المفتي السّابق لمصر، الدّكتور علي جمعة في تصريحات له لبرنامج "والله أعلم"، الذي يُعرض على الفضائية الفلولية cbc2، عن القضاء المصريّ في وجه الانتقادات الدّاخلية والخارجيّة المتصاعدة التي وجّهت إليه، على خلفية أحكام الإعدام التي أصدرها في حقّ 37 من الإخوان المسلمين، إضافة إلى 683 آخر، بينهم المرشد العامّ للإخوان، محمّد بديع، تمّت إحالتهم إلى المفتي الحالي شوقي إبراهيم للنّظر في إعدامهم، و491 آخر حكم عليهم بالسّجن المؤبّد. وقال علي جمعة في دفاعه عن هذه الأحكام "إنّ القاضي عندما حكم بذلك فهو قد رأى فسادًا عظيمًا يوجب هذا الحكم"!! ووصف القضاء المصريّ بأنّه "يضع رأسه في أعلى عليين، ويجب أن نفتخر به"!! وهاجم الجهات التي اعترضت على هذه الأحكام قائلا: "الاعتراض على أحكام القضاء أمر مقيت، ويجب علينا جميعًا أن نتعلّم ثقافة احترام القضاء"! وتأتي تصريحات علي جمعة هذه تتويجا لفتاوى له سابقة أصدرها لرجال الجيش والشّرطة تبيح لهم قتل الإخوان المسلمين نعم قتلهم باعتبارهم عنده خوارجَ العصر وكلابَ أهل النّار، وأوباشًا روائحهم نتنة يجب تطهير مصر منهم، كما تتناغم هذه التّصريحات مع الموقف العامّ للتيار الصّوفيّ في مصر، الذي يعدّ علي جمعة أحد أقطابه المبرّزين، حيث كان هذا التيار قد أبدى تأييده الواسع وغير المشروط لانقلاب ال03 جويلية ضدّ حكم الرّئيس المنتخب محمّد مرسي، بعد إخفاق الطّرق الصّوفية في حشد أتباعها لإسقاط مرشّح الإخوان لصالح مرشّح الفلول، أحمد شفيق، في جولة الإعادة التي عرفتها الانتخابات الرئاسية المصرية في 16/06/2012م.
يذكر أنّ مواقع التّواصل الاجتماعي كانت قد شنّت في الأشهر الأخيرة حملة واسعة لإبراز مواقف علي جمعة المؤيّدة للأنظمة المتعاقبة، ونشرت مقاطع وتصريحات له في تأييد مبارك، ووصف الثوار بالخوارج كعادته، كما نقّبت في حياته الخاصّة، ونشرت صورا له يصافح ويخاصر الفنانات، في مقابل هجومه المتواصل على الإخوان المسلمين!