توقع مدير عام مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية "كير" نهاد عوض أن تشهد انتخابات 2008 الرئاسية إقبالاً كبيراً غير مسبوق من الناخبين المسلمين، وأن ذلك يعود إلى عدة عوامل على رأسها ارتفاع مستواهم التعليمي، ونشاط منظماتهم المتزايد على صعيد نشر الوعي السياسي بينهم، وكذلك سياسات الإدارة الحالية العديدة تجاه قضايا المسلمين الأمريكيين الداخلية والخارجية. كما توقع عوض أن تشهد الساحة دخول أكثر من مرشح مسلم لانتخابات الكونجرس ليس فقط على مستوى مجلس النواب الذي فيه أول عضو مسلم وهو كيث إليسون، بل سيشهد العام الجاري أول محاولة لمسلم أمريكي لخوض انتخابات مجلس الشيوخ. وعن الإنجازات والعقبات التي توجهها مؤسسة كير في الفترة الأخيرة يقول نهاد عوض ، بحسب جريدة " الوطن " السعودية ، هناك العديد من القضايا وحملات الدفاع التي تخوضها كير بشكل يومي في الدفاع عن حقوق وحريات المسلمين في أمريكا والدفاع عن ديننا ونبينا صلى الله عليه وسلم, ونخوض الآن في كير واحدة من كبرى الحملات التي اضطررنا لشنها على واحد من أكبر المذيعين في أمريكا والمثير للجدل، مايكل سافدج الذي تذاع برامجه على أكثر من 350 محطة إذاعة أمريكية يتابعها ملايين الأمريكيين أسبوعيًّا فقد شن هجومًا فجًّا على الإسلام، وسب المسلمين صراحة بأسلوب غير مسبوق في تاريخ الإعلام الأمريكي. كما طالب بترحيل المسلمين من أمريكا. وقام بسب القرآن الكريم بألفاظ نابية. ومما قاله أيضاً "إنني لن أضع زوجتي في حجاب، ولن أضع ابنتي في البرقع (النقاب)، ولن أهبط على أربع وأصلي إلى مكة". وانتقد سافدج الحكومة الأمريكية لسماحها بدخول المسلمين إلى أمريكا قائلاً "أي أمة عاقلة تعبد الدستور الأمريكي وهو أعظم وثيقة للحرية كتبت على الإطلاق، تجلب أناسًا يعبدون كتابًا يأمرهم بالعكس تمامًا. لا تخطئوا في هذا الشأن، إن القرآن ليس وثيقة للحرية. إنه وثيقة للعبودية والرق. إنه يعلمك أنك عبد". أما العقبات فما تزال كير بحاجة ماسة لدعم المسلمين في أمريكا وخارجها للاستمرار برسالتها الهامة وخدماتها المطلوبة. وعن رؤيته لما يسمى " بحوار الحضارات " يقول في البداية أوضح إنه مهما كان شائعاً استخدام هذا المصطلح "حوار الحضارات" فإنني أعتقد بأنه مصطلح خاطئ لأن الحضارات لا تتحاور بل يقع الحوار بين الأفراد والشعوب على اختلاف ألوانهم وأعراقهم وألسنتهم ناهيك عن توجهاتهم الفكرية والسياسية والدينية. أما واقع هذا الحوار فلو تفحصنا الأمر لوجدنا في الحقيقة أن الحوار بين الأفراد والأمم اليوم غير قائم فعليا إلا بشكل عفوي وتقليدي لا يتبع منهجاًً. والذي نراه شائعاً أكثر الآن أن هناك آليات وجهات تدعو وتحرض وتعمل على المواجهة مع الآخر إما لسبب السيطرة والاحتكار أو القتل والدمار وهذا ما يقفز إلى شاشات التلفاز ويرسخ في أذهان العامة مما يؤدي إلى تكوين الصورة المتراكمة عن الآخر. أما المأمول فأعتقد أن عالمية الإسلام تفرض على المسلمين استيعاب العالم، كما تفرض عليهم انطلاقا من ثوابت الدين الإسلامي نفسه لا من أي ثوابت أخرى أن يرتقوا إيماناً وفكراً وعملاً لأن يحملوا بأهلية وجدارة راية الرحمة ومنهجها كما وصف الله جل شأنه الرسول الكريم "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" ولأننا اليوم نعيش في عالم بات متواصل الأطراف متشابك المصالح علينا أن نجدد ثقافتنا ونربي أجيالنا ليكونوا مواطنين عالميين ويذكروا كافة المجتمعات بأن رؤية الإسلام لنا جميعا كبشر في مساواة وتعايش "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إنّ أكرمكم عند الله اتقاكم". المصدر: موقع محيط