ظهرت الدراما السورية وبقوة في رمضان 2014، رغم الظروف الصعبة، وبعد غياب منذ اندلاع الأزمة السورية. فزيادة على عرض الجزء السادس من باب الحارة، يشهد هذا العام عودة بعض نجوم الدراما السّورية الغائبين، أهمهم الممثل (عبد المنعم عمايري) بطل مسلسل "خواتم" من تأليف الكاتبة نادية الأحمر وإخراج ناجي طعمي، وقصة المسلسل جميلة وجديدة، بطلها الرئيسي "حاتم" صوّره المخرج "شيطانا" في هيئة إنسان، فهو رجل أعمال ناجح يدير إمبراطوريته بالاعتماد على خمس نساء يشغلن وظائف مختلفة، يتحكم فيهن ويستغلهن لقضاء مصالحه والإطاحة بمنافسيه، أبرزهن "دلال" أدت دورها الممثلة المُبدعة (كاريس بشار) فهي تدير جمعية خيرية، ظاهرها حماية الفتيات المعنفات، وباطنها تهيئة الفتيات لتنفيذ مهمات لصالح حاتم، لكن ما يؤخذ على المسلسلات السورية، وقوعها في الفخ نفسه الذي وقعت فيه دراما رمضان 2014، من تركيز على الأغراء والإثارة، اللباس الفاضح والماكياج المبالغ فيه، وهو نفس ما ظهر به مسلسل "صرخة روح" الذي اعتبره النقاد أكثر مسلسل جرأة وإثارة للجدل عبر تاريخ الدراما السورية، فهو يركز على طابوهات تتجنبها الدراما العربية، من خيانة الزوجة مع شقيق زوجها، خيانة الأخير مع شقيقة زوجته، خيانة الزوجة لزوجها مع ولده عندما تكون هي زوجة ثانية... إلخ، ليبقى "حلاوة روح" للمخرج التونسي شوقي الماجري المعروض حاليا على قناة الشروق الجزائرية، المسلسل الوحيد الذي تطرق للأزمة السورية وانعكاسها على الإعلام والعلاقات الإنسانية. ومع ذلك سجل فنانون سوريون كبار غيابهم، وبّرر بعضهم الأمر بمعارضتهم النظام السوري وآخرون اختاروا تجربة التمثيل في مصر، ومن أبرز الغائبين قُصي خولي الذي اختار بطولة مسلسل "سرايا عابدين" في مصر، سامر المصري المعروف بدور "عقيد الحارة" في سنوات خلت، أكد عدم ارتياحه للعمل في ظل الظروف الحالية، وأنه سيتفرغ لمشاريع تجارية. غاب أيضا الممثل والمخرج والمنتج فراس إبراهيم المتواجد في مصر منذ سنة. أما الممثلة كندة علوش فاختارت الظهور عبر مسلسلين مصرييّن، ليبقى أهم غياب غير مسبوق عن الدراما السورية تسجله الحسناء سلاف فواخرجي المدافعة عن بشار الأسد، والتي اعتذرت عن مجموعة من المسلسلات. أما عبد الحكيم قطيفان أبرز معارض للنظام السوري، برّر غيابه بعدم قدرته التعامل مع مخرجين وممثلين سوريين "يُصفقون للدم" واختار الظهور عبر "سرايا عابدين" في مصر. وزميله في التوجه النجم جمال سليمان فضل الدراما المصرية التي حقق بها شهرة واسعة، وبدوره الفنان فارس الحلو فصرح "لن أعمل في الدراما حتى تستقيم الأمور في سوريا". وبرر بقية الممثلين غيابهم بصعوبة تنقلهم للمشاركة في أعمال سورية غالبيتها يُصور في لبنان، أو بصعوبة دخولهم الأراضي السورية باعتبارهم معارضين للنظام، والظاهرة حسب أهل الاختصاص ستمنح فرصة عمل لوجوه شابة جديدة في سوريا، ولنجوم الصف الثاني.