تواصلت لليوم التاسع على التوالي سهرات مهرجان جميلة العربي في طبعته العاشرة، حيث كانت الفقرة الأولى من السهرة من أداء تلك الفرقة القادمة من سوريا بالي أورنينا التي قدمت ملحمة الإلياذة الكنعانية التي ألفها الأديب محمود عبد الكريم وأخرجها ناصر إبراهيم. الإلياذة ملحمة غنائية تاريخية جريئة من حيث الطرح إذ وبلمسات إبداعية ساحرة وقعها جمع الراقصين والراقصات لخصت تاريخ كنعان قبيل ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد لتطرح وبصورة فنية عالية كيف كانت أرض كنعان مهدا للحضارات وجسرا لعبور كل من شعوب آسيا وإفريقيا. وشهدت أرضها كل الأجناس من عرب وعجم، كل في حاجة معينة، إلا أن الفرد الكنعاني الفلسطيني ظل متشبثا بالجذور وبأصالة الأرض التي كانت خير ملهم له. الجميع من هكسوس وحيثيين وفراعنة وبيزنطيين وروم وغيرهم، لكن الكنعاني زرع وحصد، ناضل وضحى بالنفس والنفيس لتبقى الأرض طيبة وهبها عاطفته ودمه فكان ولا يزال الكنعاني الفلسطيني حجر عثرة، ليكون الشطر الثاني من السهرة جزائريا تنوعت فيه مختلف الطبوع الجزائرية، حيث تمكنت الشابة جميلة وكعادتها من ترك بصمتها على الطبق الفني المختار للسهرة التاسعة لليالي جميلة العربية بتحفيز عشاق الأغنية السطايفية والشاوية على الرقص والغناء. وكان ختام السهرة التاسعة صاحب أغنية "أسي محمد"، الشاب رضوان، الذي انتظره جمهور جميلة إلى الساعة الواحدة صباحا، الذي رقص على أغانيه وتفاعل معها على غرار الأغنية التي اشتهر بها "جامي نوليلها"، "شكون لي معندوش باسي"، وكذا أغنية "ما تبكيش" للمرحوم الشاب حسني، وغيرها من الأغاني التي هولت الجمهور الذي كان حاضرا.
كواليس المهرجان:
واجه الوفد الصحفي صعوبات عند دخوله بالحافلة التي كانت تقله إلى مسرح كويكول لتغطية مهرجان جميلة العربي في طبعته العاشرة. وهذا بعد أن أصر نائب في بلدية جميلة على الدخول، حيث ركن سيارته بالقرب من المدخل المخصص لدخول الصحفيين، الأمر الذي خلق نوعا من التوتر في نفوس الإعلاميين وأثر على الجو العام، خاصة بعد تجمع بعض الشباب، ليتم بعدها فسح الطريق للصحافيين بعد تدخل المنظمين، وعلى رأسهم وليد من الديوان الوطني للثقافة والإعلام.
انبهر الوفد الإعلامي القادم من العاصمة المكلف بتغطية مهرجان جميلة العربي في طبعته العاشرة، من وجبة الشخشوخة السطايفية التي تناولوها في مطعم فندق سيتيفيس الذي يقيمون فيه، وهو ما جعل الصحافيين يثنون على عمال المطعم، الذين قالوا بأن هذه الشخشوخة لم يتناولوا مثلها حتى في بيتوهم. هذا ونشير، أن الفندق استحدث قاعة مخصصة للحفلات شيدت بطريقة قل ما نجدها في الفنادق الجزائرية.
أكد مدرب ومؤسس فرقة أورنينا السورية ناصر إبراهيم ومصمم عرض أن الوضع الأمني في سوريا أثر سلبا على العطاء الفني للفرقة، حيث قال إن أغلب أعضائها مشتتون وموزعون بين سوريا ولبنان ودبي، وهو ما يعرقل مهام الفنانين.
محضر قضائي في عملية تجميع مداخيل أموال غزة كشف مدير الديوان الوطني للثقافة والإعلام، السيد لخضر بن تركي، أن عملية تجميع مداخيل مهرجاني جميلة وتمڤاد ومسرح الكازيف، ستكون تحت أعين محضر قضائي، ثم تسلم إلى جهة رسمية مكلفة بإيصالها إلى غزة. وأضاف بن تركي، في تصريح حصري ل "الشروق اليومي"، أن المهرجانات التي نظمت هذه السنة في الجزائر، كل مداخليها لسكان غزة الذين يعانون الويلات من طرف الكيان الصهيوني، مشيرا، أن هذه الحملة التضامنية التي بادر بها رئيس الجمهورية، سمحت للعائلات التي توافدت على المهرجانات بالمشاركة في تقديم المساعدة للأشقاء الفلسطينيين. كما أكد لخضر بن تركي، أنه لا يوجد أي فنان جزائري أو عربي عرض عليه المشاركة في الطبعة العاشرة من مهرجان جميلة العربي، ورفض العرض، خاصة بعد أن علموا بأن مدخليه تخصص لسكان قطاع غزة.