أطلقت الجزائر مبادرة حوار جديدة بين الفرقاء في ليبيا، ومساعدة الليبيين على لم الشمل وتعزيز مؤسسات الدولة، بانتهاج خيار السلم والمصالحة الوطنية. وصرح وزير الشؤون الخارجية، رمطان لعمامرة خلال الاجتماع رفيع المستوى حول ليبيا على هامش انعقاد الدورة ال 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة، بنيويورك، أن الرئيس بوتفليقة تلقى عديد الطلبات من مختلف الشخصيات والقوى السياسية من ليبيا الشقيقة، قصد المساعدة وقرر إطلاق مبادرة ترمي إلى مباشرة حوار وطني شامل في ليبيا من شأنه أن يفضي إلى المصالحة الوطنية وتعزيز المؤسسات الليبية". وقال وزير الشؤون الخارجية، الخميس بنيويورك، إن الجزائر مستعدة باعتبارها دولة مجاورة على مساعدة ليبيا على انتهاج طريق السلم و إعادة بناء مؤسساتها، "باعتبارنا جيران". وأضاف "نتمنى أن يخرج أشقائنا الليبيين أقوياء من هذه المحنة و بالنسبة لنا فإن ليبيا تمر بمرحلة صعبة من تاريخها، ولا يتعلق الأمر بالتأكيد بدولة بصدد الانهيار بل بدولة تواجه صعوبات ولديها ما يكفي من الحكمة والكفاءات والموارد لاجتيازها". ولم تنقطع المشاورات بين الجزائر وليبيا، وتجري حاليا مشاورات، وفي هذا الصدد وجهت الجزائر دعوة لغرفة النواب في ليبيا من أجل إرسال وفد عنها إلى الجزائر الأيام القادمة. ووفقا لما أكده وزير الخارجية رمطان لعمامرة، فقد كلفت الجزائر بتنسيق لجنة الدفاع والأمن لمجموعة دول جوار ليبي، وبموجب هذا التكليف، ستشرف الجزائر على عدد من المشاورات من شأنها فتح صفحة جديدة في تاريخ ليبيا. وأنشئت في 27 ماي الفارط مجموعة دول جوار ليبيا، ولعبت الجزائر دورا مهما في هذه المجموعة، التي ترفض أي تدخل عسكري أجنبي في ليبيا، وتسعى لأن يكون الحل نابع من عمق الشعب الليبي. ويواجه الحوار الليبي، تحدي الجماعات الإرهابية، التي ترفض أي عمل سلمي، وتنتهج الترهيب والعمل المسلح للإضرار بليبيا، وهي المجموعات ذاتها التي تصنفها الجزائر في قائمة الإرهاب الدولي، وتدعو إلى محاربتها، ودعم الدولة الليبية بكل الوسائل لمحاربة هذه الآفة".