كشف المدير العام السابق، لحديقة التسلية "الوئام" ببن عكنون "نجيب.ج"، أن قبوله للعرض الذي تقدمت به مقاولة بادي، المتمثل في تهيئة وفتح مسالك الحديقة، كان مقابل أخذ المقاول، للتربة الناتجة عن الأشغال فقط. مؤكدا أن الحديقة كانت بحاجة ماسة لهذه الأشغال التي عادت نتائجها بالإيجاب على عمل أعوان الأمن الذين تمكنوا من التدخل بسرعة لوقف العديد من التجاوزات اللاأخلاقية التي كانت تحدث داخل مسالكها الوعرة والتي كان قبلها يعجز أعوان الأمن من الوصول إليها. وفي رده على سؤال القاضية، سميرة كيراد، بخصوص عدم اللجوء إلى الإعلان عن صفقات عمومية قبل الشروع في الإنجاز، أكد المدير أن ذلك يكون في حالة قيام الدولة بتمويل الاستثمارات من خزينتها، وهو ما لم يتوفر في هذه الحالة التي كان عرضا تلقائيا من المقاول، عاد بالنفع على الحديقة، أما بقية المشاريع فينطبق عليها الطابع الصناعي والتجاري التي لا تلزم اللجوء للصفقات العمومية. وقال المدير السابق أن الإتفاق كان بخصوص ما ينتج عن الأشغال فقط، موضحا أنه لجأ إلى إلغاء الإتفاق فور تسلمه الرسالة الخطية، يخطره من خلالها المقاول بالضرر الذي لحقه كون تربة "التوف" الناتجة عن الأشغال لم تستوف قيمة الأشغال المنجزة، والمقدرة ب 900 مليون سنتيم، مقترحا مواصلة الأشغال مع منحه مكانا آخر لإستخراج هذه التربة التي كان يحتاجها المقاول في مشروع إنجاز حديقة بدالي ابراهيم، مؤكدا على أن الرسالة لم تشر إلى مطالبة المقاول تسديد هذا المبلغ. وفي إجابته على سؤال القاضية بخصوص الآلية التي كان سينتهجها المدير لتعويض المقاول، أوضح مسؤول الحديقة السابق، أنه لم يكن ليعوضه بدعوى أن المقاول هو من اقترح هذه الطريقة و ليس "ذنبي إن كانت التربة الناتجة عن الأشغال غير كافية". القاضية واجهته: بأن مصالح المناجم تشترط قبل إستخراج هذا النوع من التربة إستشارتها، غير أنه أوضح أنه لم يتم فتح موقع خاص لإستخراج "التوف"، وإنما المقاول تحصل عليها من الأشغال التي أنجزها فقط. أما مساعدا المدير المكلفان بالأمن والعلاقات العامة، فنفيا التهم المنسوبة إليهما من خلال تأكيدهما أن الهدف كله كان منصبا على توفير الأمن فقط، مثل ما نصت عليه رسالة رئيس الحكومة المرسلة لإدارة الحديقة. وقد إلتمس وكيل الجمهورية عقوبة 6 سنوات حبسا نافذا لإطارات الحديقة، بالإضافة إلى المقاول، بسبب إبرامهم صفقة عمومية مخالفة للتشريع وتبديد أموال عمومية والاختلاس بالإضافة إلى المشاركة. خيرة طيب عتو