قالت السلطات اليمنية إن جماعة الحوثيين الشيعية أزالت اعتصاما احتجاجيا يسد الطريق الرئيسي إلى مطار صنعاء يوم الأحد ولكن أبقت مقاتليها في شوارع العاصمة التي سيطرت عليها في الآونة الأخيرة. وتسمح إزالة الاعتصام لحركة المرور بالانتظام دون إعاقة للمرة الأولى منذ أسابيع بين المطار والعاصمة. ويتزامن هذا التحرك مع عودة رئيس الوزراء المعين خالد بحاح إلى البلاد لتولي مهامه في إطار اتفاق هدفه تحقيق الاستقرار في اليمن. وكان بحاح سفيرا لبلاده في الأممالمتحدة. وسيطر الحوثيون على صنعاء في 21 سبتمبر أيلول بعد احتجاجات مناهضة للحكومة استمرت أسابيع تركزت على زيادات في أسعار الوقود. وسرعان ما وقعت الجماعة اتفاقا لتقاسم السلطة مع الأحزاب السياسية الأخرى وهو اتفاق أقره الرئيس عبد ربه منصور هادي. ولكن ذلك لم يمنع الحوثيين عن مواصلة الزحف على أجزاء أخرى من البلاد. وقال موقع وزارة الدفاع اليمنية على الانترنت يوم الأحد إن مخيم الاعتصام أزيل بالفعل. واضاف الموقع نقلا عن مسؤول في بلدية العاصمة أن طريق المطار فتح بعد أن أزيلت الخيام يوم السبت تنفيذا لاتفاق الشراكة والسلام. وأضاف أن الحياة عادت لطبيعتها في أحياء طريق المطار. ولكن أهالي صنعاء قالوا إن مقاتلي الحوثيين ما زالوا يسيطرون على المدينة ويديرون نقاط التفتيش ويضعون حراسا على الوزارات الرئيسية والمناطق التجارية والبعثات الدبلوماسية. وبدأ الحوثيون توسيع نفوذهم في مناطق أخرى من البلاد مما زاد من خطورة اندلاع مواجهة مع الجماعات السنية ومنها متشددو القاعدة. وتنتمي جماعة الحوثيين إلى المناطق الشمالية وتقول إنها تحمي مصالح الأقلية الزيدية التي تشكل نحو خمس سكان اليمن البالغ تعدادهم 25 مليونا. وانتشر مقاتلو الحوثيين يوم الثلاثاء في مدينة الحديدة الواقعة على البحر الأحمر. وعلى الرغم من أنهم لم يقابلوا مقاومة تذكر ساعتها إلا أن نشطاء قالوا لرويترز يوم السبت إن الأهالي نزلوا إلى الشوارع مطالبين برحيل الحوثيين. ووزع بيان عقب الاحتجاجات أفاد أن أهالي منطقة تهامة الساحلية يرفضون وجود الميليشيا المسلحة وتعهدوا بمقاومتها. وقال سكان ومسؤولون محليون إن مقاتلي الحوثيين اشتبكوا أيضا مع أنصار حزب الإصلاح السني في وسط البلاد أمس مما أثار شبح مواجهة طائفية أوسع نطاقا في البلاد. ووقعت معارك في بلدة يريم في محافظة إب بعد مقتل 15 شخصا في اشتباكات بين رجال قبائل سنة ومقاتلي الحوثيين في العاصمة الإقليمية وحولها والتي تبعد 150 كيلومترا جنوبي صنعاء. وقال الأهالي إن اشتباكات السبت اندلعت بعدما هاجم مقاتلو الحوثيين منزل علي بدير المسؤول المحلي في حزب الإصلاح. وجاء هجوم الحوثيين بعد مقتل أربعة من أعضاء الجماعة في كمين عند الفجر في البلدة. وبدا أن هدنة تم التوصل اليها صامدة وقال الأهالي إن السلطات المحلية تحاول جعل الطرفين يوافقان على سحب مقاتليهما من المدينة. واشتبكت الجماعة في الأسابيع الأخيرة مع مقاتلين من تنظيم القاعدة السني المتشدد الذي يعتبر الحوثيين عملاء لإيران.