في خيمة لا تتجاوز مساحتها 8 أمتار مربعة، اضطرّ »الطاهر« للسكن بها منذ أزيد من سنة بعد أن خسر 300 مليون سنتيم في عملية احتيال نال صاحبها السجن لمدة سنتين، لكن المحكمة لم تعدِ المبلغ إلى الضحية وحالت دون أن يستفيد من مسكن آخر ليوزِّع أبناءه على الأهل والجيران حتى يتمكنوا من العيش بمكان مناسب للحياة. مأساة الطاهر بن باليت، تعود إلى مطلع 2004 حين ترك مسكنه ببوفاريك بالبليدة واشترى شقة بعين البنيان غرب العاصمة بسعر 300 مليون سنتيم بحي 294 مسكن »الآفاق« ليفاجأ بقرار الإخلاء من المالك الحقيقي في 19سبتمبر 2006 لأنها ليست ملكا لمن باعها له. ولم يتوقف عند هذا الحد بل قام برفع دعوى قضائية ضدّه حتى لا يتصرف بملكية الشقة الفخ. وهنا لجأ الطاهر إلى العدالة رافعا دعوى قضائية ضد المحتال (آ.عبد الكريم) بمحكمة الشراقة، وعوقب بالسجن النافذ لمدة 3 سنوات نافذة منذ أواخر 2006، بينما فرّت الزوجة التي حكمت عليها محكمة الشراقة بعامين حبسا نافذا بتهمة النصب والاحتيال مع زوجها، كما فرضت عليهما المحكمة غرامة مالية تقدر ب10ملايين سنتيم مع تسديد المبلغ محل النصب، إلا أنّ المحامي لم يتابع مجريات القضية ولم يكفل حق موكله في الحصول على المبلغ محلّ الضرر، مما قيّد الطاهر عن الحصول على مسكن آخر وجعله وعائلته المكونة من 5 أفراد عرضة للتشرد والأمراض المزمنة من جراء الخيمة التي نصبها بالقرب من الشقة الموهومة التي اشتراها ولم يستطع في الوقت ذاته العودة إلى شقته التي يملكها ببوفاريك بعد أن تمّت كل مجريات بيعها لأنها مأهولة بالجن حسبما رواه لنا الضحية وزوجته في زيارتهما ل»الشروق اليومي«. وكانت الخيمة عرضة للأمطار، نوفمبر الماضي، حيث أنقذ أعوان الحماية المدنية بقية عتادها من الإتلاف لدخول الماء إليها على ارتفاع 1 متر وتضامن معهم إمام المسجد لتوفير أغطية صالحة للاستعمال. وحاليا وزع الأب والأم الأبناء الثلاثة على منزل الجد بالصنوبر البحري وأحد الجيران بحي »الآفاق« واحتفظوا بالبنت الصغرى إلى جانبهم لتراجع نتائجهم الدراسية، نظرا لسوء الظروف التي يعيشونها بالخيمة، حيث تنعدم أدنى شروط العيش الإنساني، فالقاطنون بها يقضون حاجتهم يوميا بدورة مياه مرآب لغسل السيارات على بعد 5 أمتار، مما يعني أنهم يحرمون من ذلك في الأوقات التي يغلق فيها المرآب أبوابه. كما يتجهون نهاية كل أسبوع إلى منزل الجد بالصنوبر البحري لأخذ حمام، ووزع أثاث منزله على الجيران الذين أحسنوا التكفل به في انتظار أن تبادر البلدية بذلك. أما رئيس مصلحة الشؤون الاجتماعية ببلدية عين البنيان فقد ذكر أن البلدية قامت بتحقيق حول الملف وأدرجت اسم المعني في قائمة السكن الاجتماعي مراعاة لحالته، لكن عليه الانتظار، لأن الأمر يحتاج أيضا لتدخل رئيس البلدية والوالي المنتدب للشراقة. دلولة حديدان