خيمت أجواء من الحزن والأسى على الجو العام بحي الياسمين بوهران، الذي اهتز أول أمس، على وقع حادثة مأساوية، ذهب ضحيتها 3 أطفال في عمر الزهور، لقوا حتفهم غرقا بحوض مائي كبير تابع لإحدى ورشات البناء. وكان الضحايا وهم "بن جيلالي إلياس" 13 سنة، يزاول تعليمه في السنة الرابعة ابتدائي، وقريبه الذي يحمل نفس الاسم 12 سنة يتابع العلاج في أحد المراكز الصحية، بالإضافة إلى "باقور عبد النور" 9 سنوات يدرس في السنة الثالثة ابتدائي، قد توجهوا أول أمس الجمعة، رفقة أحد أصدقائهم الناجي الوحيد، إلى الحوض المائي "المشؤوم" البعيد عن مقر سكناهم؛ قصد اللعب فيه. في ظل انعدام مرافق التسلية بحيهم، حيث ولجوا إلى وسط الحوض المائي الذي تزيد مساحته عن 50 م2 وبعمق 4 أمتار إلى الأسفل، بواسطة باب خشبي اتخذوه كزورق، وراحوا يدفعونه إلى الأمام، لكن متعتهم بهذا المشهد لم تدم طويلا، فماهي إلا لحظات حتى انقلب "الزورق" الخشبي فوق رؤوسهم، ولأنهم لا يحسنون السباحة استصرخوا صديقهم الرابع، من أجل إبلاغ العمال الذين كانوا في ورشة بناء قريية من مسرح الحادثة من أجل إنقاذهم، إلا أنه لم يكن أثناء الواقعة غير أحد الحراس الذي لم يتدخل. حسب شهادة السكان، لإنقاذ الغرقى بدافع الخوف، ليتم بعد ذلك إبلاغ مصالح الحماية المدنية التي تدخلت مدعومة بغطاسين، حينها كان الأطفال الثلاثة قد لفظوا أنفاسهم الأخيرة في قاع الحوض، وقد استمرت عملية انتشال جثث الغرقى 4 ساعات كاملة وسط حضور كبير لسكان حي الياسمين الذين تدفقوا بالعشرات على مكان الحادثة المأساوية، إلا أن الملفت في حادثة الغرق التراجيدية هذه، هي أن الحوض المائي الذي قضى فيه الضحايا، محاذ لمدرسة ابتدائية، ولنا أن نتصور حجم المخاطر المحدقة بالأطفال المتمدرسين الذين يلعبون بجانب هذا المكان في ظل انعدام فضاءات الترفيه والتسلية، أضف إلى ذلك، تماطل مؤسسة البناء التي تشرف على تشييد حي سكني بجوار الحوض، عن الإسراع في ردمه وتجنب كارثة إنسانية أخرى. هذا، وينبغي الإشارة إلى أن حادثة غرق الأطفال الثلاثة، فجرت موجة من الاستنكار بين صفوف عائلات الضحايا والسكان الذين كانت تنبعث من أفواههم حمم الغضب، بسبب عدم استفادة أبنائهم من قاعات الترفيه والتسلية على غرار باقي الأحياء السكنية، ما دفهم إلى المخاطرة بحياتهم بحثا عن جو ينسيهم وضعيتهم الاجتماعية المزرية. محمد حمادي