إقامة الدولة وجهت إعذارات لهؤلاء المسؤولين السابقين * كشفت مصادر موثوقة ل "الشروق" أن المدير العام لإقامة الدولة، حميد ملزي وجه إعذارات بإخلاء السكنات ل 37 إطارا ساما سابقا في الدولة من بينهم مسؤولين متقاعدين، يقيمون في إقامة الساحل منذ عدة سنوات رغم أنهم غادروا مناصب المسؤولية، ولا يتقلدون حاليا أي مناصب تخولهم الإستمرار في الإستفادة من هذه السكنات الوظيفية. * ومنحت إقامة الساحل لهؤلاء مهلة إلى غاية 31 أوت المقبل من أجل ترحيل عائلاتهم، وإخلاء السكنات قصد استعادتها باعتبارها سكنات وظيفية، لتمكين الإطارات السامية الموظفة حاليا في مؤسسات الدولة من الإستفادة منها. * وحسب ذات المصادر، فإن السكنات المعنية يشغلها 16 عضوا سابقا في مجلس الأمة والمجلس الشعبي الوطني، رفقة عائلاتهم ويوجد عدد منهم تقلدوا مناصب مستشارين عامين ومستشارين رئيسيين في مؤسسات حكومية، ومديرين مركزيين في وزارات وهيئات مختلفة. * وذكرت نفس المصادر، أنه من بين السكنات المعنية بالإخلاء توجد خمس فيلات وشاليين في حي البرتقال، الذي يقطنه عدد كبير من الوزراء الحاليين والسابقين وفيلتين على شاطئ البحر، إضافة إلى 28 شاليا في الناحية الغربية لموريتي، يشغلها إطارات سامون سابقون معظمهم متقاعدين. * وقد أثارت هذه الإعذارات موجة غضب في أوساط المقيمين المعنيين، وعلى عائلات بعض المسؤولين ماتزال تقيم في إقامة الدولة منذ عدة سنوات لم يطالبها احد بإخلاء السكن أو تسليم المفاتيح. * وأوضحت مصادر أخرى بأنها ليست المرة الأولى التي يقوم فيها مدير إقامة الدولة بمطالبة الإطارات الذين تنتهي مهامهم في مؤسسات الدولة بإخلاء سكناتهم الوظيفية في إقامة الساحل بدليل أن العديد من الوزراء والمسؤولين يقيمون هناك خلال فترة تقلدهم لمناصب عليا، ثم سرعان ما يغادرون الإقامة مباشرة بعد انتهاء مهامهم، أو بعد تلقيهم لإشعار بالإخلاء من طرف مدير الإقامة، غير أن بعضهم يتجاهلون الأمر في كل مرة، ويرفضون المغادرة، ويلجأ العديد منهم إلى طلب الوساطة على أعلى المستويات من أجل تمديد إقامتهم هناك لأطول فترة ممكنة. * علما أن المقيمين في هذه المحمية لا يدفعون فواتير الماء والكهرباء والكراء، ولا أي نوع آخر من أنواع الإتاوات، كما أن السكنات الوظيفية التي يشغلونها في إقامة الدولة مؤثثة ومفروشة بتجهيزات فاخرة وراقية. * ويفترض قانونا أنه على كل الإطارات السامين الذين يستفيدون من سكنات وظيفية أن يقوموا بإرجاع السكنات للدولة بعد انتهاء مهامهم، إلا في حالة استفادتهم من تنازل موثق، على غرار بعض المقيمين المستفيدين من إقامة دائمة هناك. * وتجدر الإشارة، إلى أن نادي الصنوبر وموريتي وحيدرة هي أبرز المناطق التي يعيش فيها الوزراء والمسؤولين السامين، وإقامة الساحل بنادي الصنوبر هي محمية تقع على الشاطئ لا تبتعد كثيرا عن سيدي فرج واسطاوالي غرب الجزائر العاصمة، يمنع على العوام دخولها إلا بتصريح بالضيافة موقع من طرف أحد المقيمين، الذي يشترط عليه تسجيل إسم ضيفه في مركز المراقبة التابع للدرك الوطني، حفاظا على أمن وسلامة المقيمين هناك.