حركة غير عادية عرفتها محكمة تسمسيلت صبيحة نهار أمس، بحضور مكثف لرجال الصحافة والإعلام وحتى بعض وكالات الأنباء الدولية جاؤوا لحضور جلسة محاكمة شخصين بتهمة ممارسة شعائر دينية والدعوة إلى اعتناق المسيحية خارج الأطر المنظمة لحرية التدين. * جلسة المحاكمة التي حضرتها الشروق اليومي كانت مقتضبة لم تتعد قراءة هيئة المحكمة لأحكام ب 6 أشهر حبسا موقوف التنفيذ وغرامة مالية ب 10 آلاف دينار جزائري، فيما ذكّر رئيس المحكمة دفاع المتهمين بإمكانية الاستئناف في أجل لا يتعدى عشرة أيام. * وتعود تفاصيل هذه القضية المثيرة للجدل إلى شهر أكتوبر من العام المنصرم، حيث ضبطت مصالح الدرك في حاجز أمني على الطريق الوطني رقم 14 سيارة من نوع "كونغو" وبعد تفتيشها عثرت ذات المصالح على كتب وأشرطة مضغوطة تدعو إلى التنصير، ما أدى إلى حجز السيارة وما كان بداخلها وتم حينها احتجاز شخصين لمباشرة إجراءات التحقيق معهما قبل أن يقدما إلى وكيل الجمهورية بمحكمة تيسمسيلت الذي أحالهما على قاضي التحقيق، ومن ثم وضعا تحت الرقابة القضائية ليصدر في حقهما حكم ابتدائي غيابي بعامين حبسا لكل منهما وغرامة مالية ب 50 مليون سنتيم. * هذا، وقد سبق لمحكمة تيارت أن أصدرت أحكاما في حق هؤلاء المتهمين، حيث أدانت المتهم (رشيد ) ب 6 أشهر حبسا موقوف النفاذ و10 ملايين غرامة مالية، وشهرين حبسا موقوف النفاذ وغرامة مالية على المدعو (جلال) رفقة 4 متهمين آخرين، بعد أن داهمت مصالح الأمن مسكن المدعو (رشيد) إثر تحريات أولية أفادت استعمال المسكن المذكور لممارسة شعائر خارج الأطر القانونية، كما ضبطت مصالح أمن ولاية تيارت حينها المتهمين على متن سيارة وبحوزتهما كتب إنجيل ومناشير تدعو إلى اعتناق الديانة المسيحية. * وقد أثارت هذه القضية اهتمام الرأي العام المحلي والدولي، حتى أن بعض الفضائيات المشهورة بممارسة التبشير تابعتها بكل اهتمام.