حقق تسجيل فيديو أعده شباب مسلمون لمواجهة انتشار الإسلاموفوبيا في كندا نسبة مشاهدة عالية، بلغت مليون و428 ألف مشاهدة خلال أسبوعين من عرضه على موقع يوتيوب. وقالت صحيفة لو فيغارو الفرنسية، الاثنين، إن الفيديو يأتي في إطار حملة تحمل اسم "مشروع الثقة العمياء"، حيث ينزل أحد شباب الحملة الملتحين ويقف وسط شوارع مدينة تورونتو الكندية معصوب العينين فاتحاً ذراعيه وبجواره لافتة كتب عليها: "أنا مسلم ويصفوني بالإرهابي.. أنا أثق بك.. هل تثق بي؟ إذاً عانقني". ويظهر في الفيديو عشرات المارة وهم يعانقون الشاب الملتحي، دون تخوف من كونه مسلم، بحسب الصحيفة الفرنسية. ووصل عدد المشاهدات إلى مليون و428 ألف مشاهدة، و11385 ألف معجب (لايك) وذلك حتى ظهر اليوم (الاثنين). وتهدف الحملة، بحسب المنظمين، إلى لفت الأنظار إلى الواقع الذي يعيشه المسلمون، وكذلك إلى رصد ردود فعل الكنديين غير المسلمين في الشوارع على التهم التي تلصقها وسائل الإعلام الغربية بالمسلمين. وجاء في النص المرفق بالفيديو: "نريد أن نشجع المسلمين على التعامل الحسن كما علمنا النبي.. ونؤكد للمتطرفين المسلمين ولغير المسلمين أن العنف والإرهاب ليس لهم وجود في الإسلام". وقالت اسومي جاي صاحبة فكرة الحملة للصحيفة: "فكرت في هذا المشروع بعد أن تلقيت تهديدات من قبل مجهولين فقط كوني مسلمة.. الناس أصبحت مرتبكة بعد الهجمات التي تعرضت لها باريس في جانفي الماضي وإلصاق التهمة في الإسلام ككل، رغم أن هذه الهجمات الدنيئة ما هي الا تصرفات فردية". وأخرجت الحملة فيديو ثاني تظهر فيه اسومي بحجابها، حيث تقف في الشارع حاملة لافتة مكتوب عليها "أنا مسلمة أنا..."، حيث تدعو المارة إلى استكمال العبارة. وأشارت الفتاة المسلمة إلى تعرض الكثير من المسلمين في كندا لأحداث عنصرية في الفترة الأخيرة، كان آخرها قتل الشاب المسلم مصطفى ماتان البالغ من العمر 28 عاماً في منزله في مدينة "فورت مكموراي" في مقاطعة ألبرتا يوم 9 فيفري الماضي فقط لأنه مسلم دون معرفة القاتل حتى اليوم. وهذه ليست المرة الأولى التي تظهر فيها الفيديوهات المدافعة عن المسلمين في كندا حيث ظهر مؤخراً فيديو يظهر فيه شاب كندي في محطة للحافلات يرفض أن يركب معه مسلم في مشهد تمثيلي وهو ما دفع العديد من الركاب الكنديين للدفاع عن الشاب المسلم. وبحسب إحصائيات رسمية، تبلغ نسبة المسلمين في كندا 1.9 بالمائة من إجمالي عدد سكان البلاد البالغ عددهم حوالي 33 مليون نسمة ونصف المليون. وتصاعدت الاعتداءات على المسلمين في العديد من العواصم الغربية في الفترة الأخيرة، عقب الهجوم الذي تعرضت له أسبوعية شارلي إيبدو الفرنسية الساخرة الشهر الماضي.