ذكرت صحيفة "لوماتان" السويسرية الصادرة أمس أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة شرع في وساطة لحل الأزمة الناشبة بين ليبيا وسويسرا على خلفية ما بات يعرف بقضية هنيبعل، النجل الأصغر للعقيد معمر القذافي. * وحسب ما أوردته مصادر دبلوماسية سويسرية لذات الصحيفة، فإن الرئيس الجزائري يسعى إلى تقريب وجهات النظر بين طرابلس وبرن من أجل إطفاء "التوتر الدبلوماسي" بين البلدين. * وأضافت "لوماتان" أن العقيد القذافي يكن احتراما كبيرا للرئيس الجزائري، وقد أخذ بنصائحه في عديد من القضايا. * وفي نفس الإطار، يؤكد المصدر أن شخصية دبلوماسية لم يكشف عن اسمها ستتوجه إلى العاصمة الليبية طرابلس لتسليم رسالة من المستشارة الفدرالية لسويسرا إلى العقيد القذافي .. وأضافت ذات الجريدة أن الجزائر أبدت استعدادها لتزويد سويسرا بالنفط لتجنيبها خسائر محتملة بعد قرار ليبيا قطع صادراتها النفطية إلى سويسرا. * واتخذت السلطات الليبية هذه الخطوة يوم الخميس بعد إعلان الشركتين الليبيتين للنقل البحري والموانئ، أنهما ستمنعان من الآن فصاعدا السفن العاملة لمصلحة سويسرا من دخول الموانئ الليبية. وهدّدت الشركتان بمزيد من الإجراءات العقابية ضد سويسرا، "إذا لم توقف إجراءات المتابعة القضائية المفبركة ضد هنيبعل وإذا لم تقدّم اعتذارا خلال الساعات المقبلة". * ويذكر أن هنيبعل القذافي "32 عاما" يعمل رسميا "مستشارا" للشركة الليبية للنقل البحري التي تحتكر تقريبا نقل الوقود الليبي بواسطة أسطولها المؤلف من عشر سفن. ويذكر أن ليبيا تتصدر مزودي سويسرا بالنفط.. ومن الإجراءات الأخرى التي تهدد طرابلس باتخاذها أيضا سحب الودائع الليبية من المصارف السويسرية وقطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وطرد الشركات السويسرية.. * ورغم كل هذه الإجراءات الليبية، توقعت سويسرا حلحلة التوتر القائم مع ليبيا سريعا. وقالت متحدثة باسم وزارة الاقتصاد السويسرية يوم الخميس أن "إمدادات النفط مضمونة"، مشيرة إلى وجود ما أسمته "تداولات دبلوماسية" بين البلدين، موضحة انه "يمكن تنويع مصادر التموين أكثر". * وعرفت في المدة الأخيرة القضية تصعيدا بين ليبيا وسويسرا، حيث جرى تقليص الرحلات الجوية بين البلدين وتلقت المؤسسات السويسرية في ليبيا أمرا بإغلاق أبوابها ، كما أوقفت السلطات الليبية منح تأشيرات دخول للسويسريين. وفي المقابل دعت وزارة الخارجية السويسرية الخميس رعاياها الموجودين حاليا في ليبيا إلى إبلاغ السفارة بوجودهم. * وتحولت قضية هنيبعل مع السلطات السويسرية إلى قضية دبلوماسية بين ليبيا وسويسرا، رغم محاولات الأخيرة حصرها في إطار مخالفة قانونية قام بها شخص بغض النظر عن مكانته الاجتماعية. وكان هنيبعل قد احتجز رفقة زوجته الحامل ليلتين على التوالي في مركز للشرطة، إثر مشادة مع بعض الخدم "تونسية ومغربي" في أحد أجنحة فنادق سويسرا. * وتم الإفراج عن الزوجين بعد تسديد كفالة قيمتها نصف مليون فرنك سويسري "312 ألف و500 يورو". وقد أثارت قضية اعتقال نجل العقيد غضب الليبيين على المستويين الرسمي والشعبي، حيث غادر هنيبعل وشقيقته عائشة جنيف وعادا إلى ليبيا بطلب من والدهما العقيد معمر القذافي. * ونقلت صحيفة "لوتان" السويسرية الخميس عن عائشة، قولها إن تدخل الشرطة السويسرية كان "غير قانوني" وجاء بدافع العنصرية ضد العرب. وأضافت "العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم".