الأستاذ الضحية: العابد زايدي لم يكن الأستاذ العابد زايدي، وهو أستاذ علوم طبيعية بثانوية أحمد لخضر بوخروبة بأم البواقي، يعلم أن رحلته إلى تونس للمشاركة في المؤتمر الإقليمي للشباب حول التوعية الصحية وتنمية المجتمع ستنتهي بمأساة، وهو رئيس جمعية البصائر للثقافة والعلوم، ويمتلك أزيد عن عشرين سنة خبرة في مجال التعليم. * وتنقل عبر مطار هواري بومدين للمشاركة في الملتقى الدولي الذي شاركت فيه اليونيسكو والمنظمة الإسلامية للثقافة والعلوم.. كل شيء كان عاديا في بدايته، حيث أبدى الأستاذ زايدي استعداده لتقديم تجربة الجزائر وتشريف وزارة التربية التي كلفته بتمثيلها، لكن في اليوم الثاني أحس بآلام حادة، فتم نقله إلى مستشفى "شارل نيكول" الجامعي. * حيث مكث عشرة أيام أجريت له خلالها عملية استئصال الزائدة الدودية، وعندما عاد إلى رشده اكتشف أن الملتقى انتهت أشغاله، واكتشف أنه وحيد ولا يمتلك إمكانيات العودة إلى أرض الوطن، ولم يتحقق له ذلك إلا بمساعدة سواح جزائريين كانوا عائدين إلى الجزائر، ليعاوده الألم وبدأ رحلة عذاب دامت عدة أشهر مابين مختلف مستشفيات شرق البلاد، من أم البواقي إلى قسنطينة إلى عنابة ومختلف العيادات الخاصة، أجمعوا جميعا على ضرورة إعادة إجراء عملية جراحية للمعني الذي اكتشف أن عملية الاستئصال الزائدة الدودية خلفت نسيان الأطباء في تونس لضمادات بحجم 30 إلى 40 سنتمتر، عبر هفوة طبية كادت أن تودي بحياته. الأستاذ الذي قدم ملفه الطبي كاملا للشروق اليومي، قال أن رعاية الله هي التي حفظته من الموت.