رد الطيب زيتونى وزير المجاهدين، على تصريحات الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، الرافضة لتسمية ما خلفته الآلة الفرنسية في حق الشعب الجزائري "بحرب إبادة"، بتأكيد على أن فرنسا وإن لم تعترف اليوم بجرائمها، فسوف يعترف بها أحفادها غدا، معتبرا أن زيارة وزير الدولة المكلف بقدامى المحاربين والذاكرة الفرنسي للجزائر، وانحناءه أمام الشهداء، دليل على اعتراف بالجرم الشنيع. في أول رد فعل رسمي من الجزائر على تصريحات الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، الذي قال بأن المآسي التي خلفتها الآلة الاستعمارية في حق الشعب الجزائري آنذاك، ليست سوى من ضروريات الحرب، وبالتالي لا يمكن أن تصنف على أنها حرب إبادة في حق شعب، رد وزير المجاهدين الطيب زيتوني، أمس، على هامش إجابته عن الأسئلة الشفوية بمجلس الأمة، بالتأكيد على أن جرائم فرنسا في الجزائر، وإن لم يعترف بها هولاند أو المسؤولون الفرنسيون في الوقت الحالي، سوف يأتي يوم ويعترف بها أحفادهم، لأنها حقيقة يعاقب عليها التاريخ، وجريمة ضد شعب أراد الحرية، مضيفا أن الجرائم التي وقعت في أحداث 8 ماي 1945، في كل من ڤالمة سطيف وخراطة، دليل على بشاعة المستعمر، وهي أيضا دليل قاطع على من ادعى العكس. وأضاف وزير المجاهدين، أنه وعلى الرغم من تنكّر الرئيس الفرنسي لوحشية الجرائم المرتكبة من طرف الاستعمار، إلاّ أن وزير الدولة المكلف بقدامى المحاربين والذاكرة الفرنسي، والذي زار الجزائر في وقت سابق، قد انحنى أمام الشهداء في سطيف، معترفا بفظاعة المجازر، وهي خطوة تقدير لا بأس بها من هذا المسؤول، إلا أن ذلك غير كاف، ولن يضيع حق وراءه طالب، مؤكدا على مواصلة الرسالة والمطالبة بالاعتراف جيلا بعد جيل. في سياق آخر، عاد وزير المجاهدين، لقضية المنح الخاص بالمجاهدين، حيث أكد على الجهود التي تقوم بها الوزارة، والتي تعمل على تطبيق قوانين الجمهورية من خلال دراسة كل الملفات الخاصة بالمنح، والتي عوضت فقط باستمارة في إجراء يهدف للقضاء على البروقراطية، حيث تم الانتهاء من دراسة كل الملفات التي استوفت كل الشروط القانونية بعد المراقبة الإدارية. وأضاف الوزير أن الاستعجال بمعالجة هذه الملفات، جاء بالنظر إلى المعاناة التي تعنيها هذه الفئة، لاسيما وأن أغلبهم يعانون من أمراض، إضافة إلى التقدم في السن. وبخصوص جمع المعلومات الخاصة بكتابة التاريخ، قال الوزير إن العملية تشهد تقدما كبيرا، ووصلت إلى مرحلة متقدمة، خاصة وأن العديد من الدول قد أكدت على استعدادها في المساهمة في منح الأرشيف الخاص بالثورة الجزائرية.