لقي شاب يدعى »علي تنوسي« حتفه، يوم الثلاثاء الماضي، ولم يُتَمكّن من انتشال جثته إلا في الساعة الثانية والنصف من صباح يوم أمس الإربعاء وهذا بعد أن انهارت عليه بئر مزرعتهم الواقع في مزارع منطقة الشرقية التابعة لبلدية تغزوت. * وفي تصريح لأخ الضحية "للشروق اليومي"، الذي كان رفقته، فإن »علي« نزل في حدود الساعة التاسعة صباحا للبئر قصد إصلاح المحرك الكهربائي، لكنه عندما كان يهم بالصعود أخذت جدران البئر المصنوع من الجبس المحلي في التهاوي آخذة معها كمية كبيرة من الرمال المحيطة بالبئر، وأمام هذا الوضع لم يعد في مقدور الضحية التحرك، كما باءت محاولة شقيقه الذي كان معه بالفشل، بل إنه كاد أن يكون هو الضحية الثانية، ليسرع إلى طلب النجدة من جيرانه الذين قاموا بطلب النجدة من مصالح الحماية المدنية التي حضرت إلى المزرعة في حدود الساعة العاشرة والنصف، كما قام عدد من سكان بلدية تغزوت ممن يمتلكون جرافات بمساعدة جرافة البلدية ليصل عددها إلى خمس جرفات أخذت تبحث عن »علي« لكن دون جدوى. * * كما شهدت مزرعة عائلة تنوسي توافد عدد كبير من سكان تغزوت، وأمام استحالة العثور على »علي« باستخدام الجرافات، لعمق البئر استعملت آلة حافرة من الشركة الصينية المكلفة بإنجاز شبكة الصرف الصحي في الوادي لعدم امتلاك البلدية ولا مصالح الحماية المدنية لها. وفي حدود الساعة الثالثة ظهرا شرعت الآلة الحافرة في العمل بحثا عن الضحية أمام ترقب عشرات الحاضرين لأي جديد قد يظهر مع كل كومة رمل ترمي بها آلة الصينيين على السطح، ليستمر الوضع على حاله حتى الساعة الخامسة والنصف عصرا عندما لمح أحد الشباب الذي كان على مقربة من البئر جزءاً من لباس الضحية، ليطلب من الصيني التوقف عن الحفر وليتقدم شابان من سكان البلدية وأحد عناصر الحماية المدنية للنزول إلى أسفل البئر، وما إن نزل الأشخاص الثلاثة إلى أسفل البئر حتى أخذت الرمال المحيطة بالانهيار، وتردمهم جمعيهم وبدرجة متفاوتة كادوا أن يتحولوا إلى ضحايا على إثر ذلك، وبعد أن تمكنوا من إنقاذ أنفسهم جرى سحبهم إلى الأعلى في وضعية نفسية متدهورة، لتواصل الآلة الحافرة عملها في النبش على الضحية الذي تلاشت الآمال في العثور عليه على قيد الحياة بعد أن جرفت يده، التي لم يتفطن لوجوده في كومة الرمال إلا الأخ الأكبر لعلي الذي أخذ يفتش عنها بين الرمال وعندما عثر عليها أخذ يصيح وكاد يغمى عليه في مشهد أبكى الكثير من الحاضرين. لتستمر الآلة في البحث عن الضحية لخطورة استعمال العنصر البشري في انتشال الضحية هذا رغم مجازفة أحد شباب البلدة في النزول إلى البئر لكن دون جدوى. كما ظلت عملية البحث عن الجثة مستمرة إلى ساعات متأخرة من الليل، إذ لم يتمكن من انتشال جثة علي إلا في حدود الساعة الثانية والنصف صباحا ولم يتأتّ ذلك إلا من خلال منفذ ثاني حيث تم الوصول إلى مكان وجود الجثة. هذا ونقلت الجثة إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى بن اعمر الجيلاني بمدينة الوادي. * * يذكر، أن مثل هذه الحوادث تتكرر بصفة سنوية عبر بلديات وقرى ولاية الوادي وكثيرا ما تسببت في سقوط ضحايا، آخرهم كان خلال شهر جويلية الحالي عندما توفي شابان في بئرين فلاحيتين في كل من بلديتي الحمراية والمغير.