يؤدي الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، زيارة خاطفة إلى الجزائر يوم 15 جوان القادم ليوم واحد، هي الثانية من نوعها منذ وصوله إلى الحكم. ونقلت مجلة "جون أفريك" عن مصادر دبلوماسية، قولها "إن برنامج الزيارة مازال سريا، لكن الرئيس الفرنسي سيقوم إلى جانب مباحثات مع نظيره الجزائري، بزيارة مصنع شركة رونو بوهران، والذي تم تدشينه العام الماضي"، موضحة أن "الزيارة التي يتم التحضير لها بطريقة حصرية بين قصري المرادية والإليزيه، خلفت احتجاجا من سفير الجزائر بباريس لدى وزارة الخارجية الجزائرية كونه سمع بالمعلومة من قنوات غير رسمية". وأفاد المصدر ذاته، أن زيارة هولاند إلى الجزائر ستسبقها أخرى يقوم بها وزيرا الخارجية والاقتصاد الفرنسيان، على التوالي لوران فابيوس وإيمانويل ماركون، لتدشين مصنع شركة ألستوم الفرنسية، كما ينتظر أن يتم استقبال فابيوس من قبل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. ورغم أن زيارة هولاند إلى الجزائر لم تعلن رسميا من الجانبين، كما لم يكشف بعد عن برنامجها، إلا أن متابعين يرونها مجرد زيارة مجاملة يؤديها هولاند للرئيس بوتفليقة، فيما ربطها آخرون بالانتخابات الرئاسية الفرنسية، حيث يبحث الحزب الاشتراكي الفرنسي عن كسب أصوات الجالية المغاربية المقيمة في فرنسا، خصوصا الجزائريين مزدوجي الجنسية. ويرى الدبلوماسي الجزائري الأسبق، عبد العزيز رحابي، أن هذه الزيارة المرتقبة لا تهم الرئيس الفرنسي بقدر ما تهم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، مضيفا أن الأخير يوظف هذه الزيارات في السياسة الداخلية لإعطاء الانطباع بأن له نشاطات دبلوماسية، بالرغم من غياب النشاط الرئاسي المؤسساتي منذ شهور. وذكر سفير الجزائر الأسبق في إسبانيا، "أن الرئيس بوتفليقة قلص مهامه الرئاسية إلى استقبال برتوكولي لزعماء وقادة دول أجنبية، دون التحكم في الملف الدبلوماسي، باعتبار أن الرئيس لا يتنقل إلى الخارج، ويبعث من يمثل الجزائر التي تخسر الكثير من هذا التمثيل". وأوضح رحابي، أنه في التقاليد والأعراف الدبلوماسية عندما يغيب رئيس دولة في اجتماعات قادة الدول، يقتصر حضور من ينوبه على جلسات الافتتاح والاختتام، وهو ما يعتبر بحسبه غيابا للجزائر في صناعة القرار الدبلوماسي الدولي.