المتوّج بالفضة "بن يخلف" رفقة مبعوث الشروق إلى بكين رفع المصارع الجزائري عمار بن يخلف العلم الجزائري عاليا بعد أن تمكن من إحراز أول ميدالية رجالية للجيدو الجزائري، حينما توج بالفضة.ولمع المصارع الجزائري في هذه الدورة، قبل ان يخسر في المباراة النهائية امام المصارع الجيورجي بإنذار من الحكم ( شيدو) حيث كان بإمكانه ان يعزف "قسما" في سماء بكين لولا نقص الخبرة. * وبدأ بن يخلف المنافسة بفعالية كبيرة، وكانت البداية من المصارع المغربي الذي يعرفه جيدا وتغلب عليه بنقطة واحدة من انذار (شيدو). * * ثم عاد ليطيح ببطل اوروبا الاسباني بالعلامة الكاملة بعد أن سيطر على المنازلة طولا وعرضا، هنا بدأت الأنظار تصوب تجاهه ليطيح بالسويسري اشفندن بكوكا، ليصل الى الدور نصف النهائي، حيث واجه البطل الفرنسي دافرفي والذي سبق وان التقاه، ورغم صعوبة المنازلة إلا أن بن يخلف عرف كيف يسير المنازلة في صالحه ب"إيبون". * * ثقة كبيرة وخطى ثابتة صنعت الانتصار * * ربما كان متوقعا ان يتوج عمار بن يخلف بميدالية، وهو ما أوردناه في عدد أمس، لكن الذي لم يخطر على بال أحد ما السلاسة في الاداء والمنافسة دون عقدة.وأبدع ابن الحراش في جل منازلاته وبدأ يطيح بالمرشحين الأول تلو الآخر لم يخش أحدا وكسب الثقة مع مرور الوقت وأكد جدارته.وفي حديث مع عمار بن يخلف عزا الانتصار إلى العمل الكبير الذي قام به رفقة الطاقم الفني الذي اعتبره الأسرة الكبيرة، وباقي المصارعين الاخوة الذين قدموا له كل الدعم.ويقول ابن الحراش عن سر دخوله القوي في المنافسة هو العمل الجيد الذي قام به في الجزائر، وتابع يقول "كنت أعلم بأن هناك كثيرا من الجزائريين يعلقون آمالا علي للتتويج، أصريت على الدخول بقوة، وسلمت أمري لله فجاء التتويج". * * * * أعدكم بنتائج أفضل وميداليات أكثر * * مثلما دخل المسابقة عالي الهمة ثابت الخطى، لم يتوقف عمار بن يخلف عن حدود الميدالية الفضية، وقال في حديث مطول لموفد الشروق "أعتقد أني كنت استحق الميدالية الذهبية، لكن أعدكم بأنني سأقدم الأفضل لاحقا وأعدكم بميداليات أخرى".وبن يخلف (26 عاما) من أحد أكثر الأحياء الشعبية، التي صقلت مواهبه بحكم المحيط فاندفع نحو ممارسة هذه الرياضة.ويقول عن بداياته الأولى "كنت في الحي الشعبي الذي تربيت فيه، كثير الشجار قبل ان ينصحني مقربين بممارسة رياضة الجيدو التي تتلاءم مع خصائصي". * ويشيد المتحدث كثيرا بعز الدين بلعريبي الذي نصحني بهذه الرياضة لحماستي الكبيرة أثناء الشجار، وحفزني في ذلك كثيرا لاعب الجيدو قرباس.بعدها تألق المصارع في فريق الحراش ومنها وصل إلى قمة المحلية عن طريق البطولة الوطنية، وعلى الصعيد الدولي بدأ في التتويج على الصعيد القاري ومنها شارك في اولمبياد اثينا في وزن 81 كغ وخسر في الدور الأول، لكنه بالمقابل تحول الى وزن 91 كغ وشارك في البطولة العالمية بالبرازيل واحتل المركز 17 ومنها كانت الانطلاقة نحو ميلاد بطل عالمي.وقبل أيام فقط من انطلاق الألعاب الاولمبية ظهر بن يخلف للواجهة وبات أحد المرشحين من الجانب الجزائري للتتويج، لكن البقية لم تأبه إلى ذلك، ولعل الشروق أشارت إلى حظوظ بن يخلف قبل دخوله المسابقة ورشحته للحصول على الميدالية استنادا لتصريحات مقربيه. * * * * عمار بن يخلف للشروق * * "فوزي لم يكن مفاجأة وهذه ثمار العمل" * * * * قال المصارع المتألق عمار بن يخلف ان فوزه بالفضة لم يكن مفاجئا بل هناك أمورا أخرى كانت توحي بذلك في هذه الدردشة للشروق * * * بعض الأشخاص اعتبرك أكبر مفاجأة في الدور، كيف تعلق على ذلك؟ * * - أعتقد أن كل من شاهد المنازلات يتأكد بأن ذلك ليس مفاجأة وإنما هو تتويج للمجهودات والعمل الجبار الذي قمت به رفقة زملائي.. * * في أي لحظة بدأت تؤمن بأنك ستتحصل على الميدالية؟ * * - دخلت المنافسة وأنا على أتم الاستعداد، لكن بمجرد وصولي إلى الدور نصف النهائي تأكدت بأنني أقرب للتتويج، وربما للطاقم الفني نسبة كبيرة من هذا النجاح. * * * ألست متأسفا على تضييعك الذهب؟ * * - قليلا فقط "الفضة فيها بركة"..(يبتسم) أعتقد بأني كنت أقدر على التتويج لكن القدر اختار المنافس الاخر، الآن أنا سعيد لما قدمته ولما حصلت عليه. * * ربما كان هناك فضل لأشخاص معينين في هذا الانجاز؟ * * - فضل كبير علي، لقد وجدت يد المساعدة من الجميع هنا وفي الجزائر، عملت بجد وكنت أؤمن في نفسي انه سيأتي اليوم الذي أتوج فيه، وبالمناسبة أشكر كثيرا زملائي في المنتخب عزون ورباحي وكل من هم في الجزائر قندوز وبويعقوبي والقائمة طويلة جدا. * لمن ستهدي هذه الميدالية؟ * * إلى كل الجزائريين، لكن أخص كثيرا والداي اللذين كانا على اتصال دائم بي، وكل سكان بلدية بوروبة والحراش، وأخص صحيفة الشروق التي كانت بجانبي منذ بداية البطولة، أعتقد بأن كل جزائري كان ينبض قلبه من أجلي، ولذلك فإنني أهدي هذه الميدالية لهم جميعا.