لم يمرّ التدشين التاريخي الذي أشرف عليه الفريق عبد الفتاح السيسي، لقناة السويس الجديدة في مصر من دون خزعبلات قام بها بعض الأفراد وباركها كالعادة إعلاميون وأيضا أئمة محسوبون على جامع الأزهر، وبالرغم من أهمية المشروع الذي من المفروض أن يدرّ على مصر بعض الملايين من العملة الصعبة إلا أن أحد العمال المشاركين في الانجاز زعم في لقاء لقناة تين عبر حصة البيت بيتك، بأنه أثناء عمله الليلي، كان يلاحظ تواجد ملائكة ترفع من معنويات العمال وتساعدهم في عمليات الحفر، وهو ما مكّن حسبه من إنجاح المشروع والانتهاء منه في وقت قياسي. وتحوّل هذا التصريح إلى لازمة في الإعلام المصري خاصة المكتوب، الذي راح يقدم ما وصفه بالمعجزة، ويقرنها بدعم الملائكة للأيادي المصرية التي رفعت التحدي وأبهرت العالم، وهو ما أثار بعض المفكرين الذي اعتبروا مثل هذه الخزعبلات إساءة لمصر وللدين الإسلامي، على اعتبار أن كل الأمم حققت إنجازات كبيرة، ولم تزعم بان الملائكة ساعدتها، ولكن أئمة محسوبين على جامع الأزهر الشريف ومنهم الشيخ الحاسمي رد على منتقدي هذه التصريحات بالقول، بأنه يتعجب في كون بعض الناس يدعّون بأنهم مسلمون وهم لا يؤمنون بالغيب، الذي هو جزء من الإيمان، وضرب مثلا عن دعم الملائكة للمسلمين في غزوة بدر الكبرى، كما أقرّ بذلك القرآن الكريم في سورة الأنفال، في قوله تعالى: "إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين"، وهو الدعم الذين حول الهزيمة إلى انتصار، ونفى الشيخ أن يكون الدعم من الملائكة في وجود الأنبياء فقط، معتبرا نصر معركة اليرموك التي قادها خالد بن الوليد في الفتوحات الإسلامية لمنطقة الشام، ما كان ليتحقق لولا مشاركة الملائكة في جيوش المسلمين رفقة المثنى بن حارثة والقعقاع بن عمرو وعكرمة بن أبي جهل وطائفة من كبار الصحابة، واعتبر كل مشكك في دعم الملائكة للناس الطيبين ومنهم العمال المصريين الذي ساهموا في إنجاز قناة السويس، بالضال الذي لا يعرف حقيقة الإسلام.
