وصل في حدود الساعة العاشرة من صباح امس نحو 200 لاجئ سوري وعراقي قادمين من ميونيخ إلى ضاحية شامباني سير مارن التابعة لمحافظة سين أي مارن 77 وإلى ضاحية سيرجي بونتواز التابعة إلى محافظة فالدواز 95، شمال غرب باريس. ووصل اللاجئون إلى الضاحيتين الفرنسيتين بعد رحلة سعيدة دامت 11 ساعة، وكان في استقبالهم رؤساءُ بلديتي الضاحتين المذكورتين ومسؤولو الصليب الأحمر والديوان الفرنسي لحماية اللاجئين وعدد غير قليل من السكان المتعاطفين معهم. وسيتم إيواء 93 لاجئا في الإقامة الجامعية لضاحية شامباني سير مارن و110 في مركز للتسلية، وبحسب وردية بوتي جان، جزائرية الأصل، والمسؤولة في الديوان العمومي للسكن التابع لمحافظة سان أي مارن، فإن إقامة اللاجئين ستكون مؤقتة في الإقامتين المذكورتين ريثما تتم تسوية أوضاعهم الإدارية والبت في إقامتهم الرسمية بصفة نهائية وثابتة، ويمكن أن تدوم إقامتهم المؤقتة حتى نهاية السنة الجارية. كل اللاجئين الذين ضربت معهم "الشروق" موعدا بعد غد كانوا يتمنون الإقامة في ألمانيا والسويد بسبب تواجد الكثير من أبناء جلدتهم هناك، غير أنهم فرحوا بتواجدهم في فرنسا على حد تعبير اللاجئ السوري المهندس أحمد الذي تحدث باللغة الانجليزية لإحدى الإذاعات الفرنسية. وحسب المعلومات الأولية، فإن معظم اللاجئين السوريين والعراقيين هم من المتعلمين والمؤهلين علميا ومن بينهم الكثير من المحامين والمهندسين والأطباء، ويجدر الذكر أن بعض رؤساء البلديات رفضوا استقبال اللاجئين ووُضعوا أمام الواقع من طرف السلطات العليا وذلك هو حال ميشال غونور رئيس بلدية شامباني سير مارن الذي نفذ أمر شانتال مونجا دوفراس نائبة محافظ محافظة فوتنبلو. ومن المبادرات الإستثنائية التي قام بها بعض الفرنسيين المتعاطفين مع اللاجئين السوريين بوجه خاص نذكر الغذاء الذي سيجمع العشرات من السوريين في غابة فانسان بباريس يوم الأحد المقبل بمبادرة من جمعية "إعادة الحياة" التي يرأسها إتيان ماريست.
وخلافا لفرنسيين آخرين يخشون من لاجئين مسلمين "إرهابيين" كما أبدى ذلك الصحفي ألكسي بريزي العامل في "لوفيغارو"، سوف تجمع مأدبة الغذاء المزمع تنظيمها في الهواء الطلق المسلمين والمسيحيين، ولن يُسأل عن دين هذا اللاجئ أو ذاك كما دعا إلى ذلك باستور حينما يتعلق الامر بمد يد المساعدة لضعيف متهالك وإسعاف مريض. كل اللاجئين مرضى بدنيا ونفسيا والعنصري فقط من ينكر ذلك.