عانق الجمهور الذي حضر السهرة الثانية من الطبعة السابعة للمهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية المستمر بالمسرح الوطني محيي الدين بشطارزي نوتات إفريقية وأوربية أبدعت في عزفها أوركسترا سان بيترسبرغ روسيا وثلاثي إسبانيا وجوق جنوب إفريقيا. حفل السهرة الثانية وقعه بامتياز ثلاثي إسبانيا السوبرانو سارة روسيك، التي رافقت العازفين خوان إيسكاليرا بينا على آلة البيانو، وعلى ألة القيثارة ألبيرتو بلازا، حيث بدا العزف متناسقا ومتناغما وممتعا كذلك، سافر بالحضور إلى عوام وحضارة بلاد الأندلس وحضارة الإسبان في ميادين الموسيقى الكلاسيكية عبر تقديم وصلات وقطع عالمية لم يفارقها وتر القيتارة ولحن البيانو الجميل الذي أبدعت عليه أنامل خوان الذهبية، فعاش الحضور لحظات سعادة عبرت عن الحياة والأرض من خلال مقاطع"القس العاشق" لرودريغو ومعزوفة "أنا قادم من إسبانيا" التي قدمها الثلاثي بلمسة خاصة.
وتوالت السهرة مع أوركسترا سان بيترسبورغ من روسيا، قادها المايستو سيرجيو ستادلر، حيث أهدت الجمهور العاصمي باقة موسيقية عتيقة رحلت به لزمن القرن ال19 عبر معزوفات لوجي بوكيني، أليكسندر رولا وتيكو باغانيني. كما أطربت مسامعه بروائع العملاق الروسي تشايكوفسكي، أبرزها قطعة "ليلة ... ساعة بمدريد" للموسيقار الإيطالي لويجي، ولم تغفل أن تغرف في الأخير من مقطوعات العالمي أليكساندرو رولا فجالت وأمتعت العشاق في ليلة عرفت صعود أوركسترا بلاد العم مانديلا التي تألقت ولم تخيب في سهرة النوتة العالمية فأمتعت جمهورها بمقاطع عالمية وبنكهة إفريقية لم تخلو من الدعوة إلى السلام والحب.