أعلن باحثان أمريكيان، الاثنين، عن اكتشاف مياه سائلة على كوكب المريخ، في تطور أتى لينفي ما تردّد عن الطبيعة المتجمّدة لهذا الكوكب، كما زاد هذا الاكتشاف من إمكانية التوصل إلى فرص للعثور على حياة في المريخ، ويفكّ الكثير من ألغاز في الكوكب الأحمر. قالت وكالة ناسا للفضاء إنّ مسبار كريوسيتي وُجد دلائل على توفر مياه مالحة سائلة على المريخ لا يعرف مصدرها، بينما أورد الباحثان "ألفري ماكوين" من جامعة أريزونا في توكسون، والباحث "أوجها لوجيندرا" من معهد جورجيا للتكنولوجيا في أطلنطا، أنه تم اكتشاف مياه مالحة متدفقة ودرجة حرارتها أعلى من درجة حرارة كوكب المريخ، في حين أنّ مياه هذا الكوكب تتدفق تحت الحفر". وأضاف الباحثان أنّهما لاحظا "ترك التيارات المائية بقعا داكنة في عدة مناطق في كوكب المريخ وعلى مساحة مئات الأمتار، فعندما تتدفق المياه فإنها تجعل أشهر فصل الصيف تتبخر وتجف". وفي مؤتمر صحفي، أوعز الباحثان: "اليوم يوجد تدفق للمياه على سطح المريخ، ولذلك نحن نعتقد أن هنالك بيئة مناسبة للعيش أو تكوين الحياة في كوكب المريخ". ووفق الباحثين، فإنّ "العينات التي أخذت من كوكب المريخ تظهر بوضوح وجود تدفق للمياه ووجود وديان، وصخور تجري من تحتها مياه ذات درجة حرارة مرتفعة". وقال جون غرونسفيلد المدير المساعد للناسا: "يشكل ذلك تقدما مهما يبدو أنه يؤكد أنّ مياها مالحة على شكل جداول تتدفق اليوم على سطح المريخ". وشرح المسؤول ذاته أنّه تمّ التوصل إلى هذه النتائج بفضل صور وفرتها عمليات رصد لمسبار تابع للناسا وهي "تدعم بقوة فرضية" وجود ماء سائل على المريخ خلال الفترة الراهنة على ما استنتج باحثون فرنسيون وأميركيون نشرت أعمالهم مجلة "نيتشر" البريطانية. وطرح العلماء منذ فترة طويلة فرضية أن تكون هذه الآثار الموسمية لعمليات سيلان على أراض منحدرة ناجمة عن مياه عالية الملوحة، وهذه الخطوط التي يمتد بعضها على مئات الأمتار وعرضها على خمسة أمتار تظهر فقط في مواسم الحر وتتوسع ومن ثم تختفي مع تدني الحرارة. وكان العلماء قد عجزوا حتى الآن عن دعم فرضية أن تكون عمليات السيلان الموسمية هذه ناجمة عن سيلان مياه مالحة. وتوصل باحثون منذ سنوات إلى اكتشاف ثلوج على سطح المريخ، بالإضافة إلى اكتشاف ندوب طوبوغرافية تحمل بصمات تدفق الماء، ولكن البحث الأخير يمنح أدلة دامغة على وجود مستمر لتدفق الماء على المريخ. وذهب "غرونسفيلد" وهو رائد فضاء سابق: "استكشافنا للمريخ يرتكز على البحث عن المياه في إطار سعينا إلى اكتشاف شكل من أشكال الحياة في الكون، وبات لدينا الآن مؤشرات علمية مقنعة تؤكد ما كنا نشتبه به". يُشار إلى أنّ مسبار كريوسيتي هبط على سطح المريخ عام 2012 ووصل إلى جبل شارب "أيولس"، وتتركز مهمته على دراسة الحفرة "غيل" الناتجة من اصطدام كوكب المريخ بكويكب، وفق تصور فريق من الباحثين.