شب حريق مهول مساء أمس الأول بوحدة التركيب الإلكتروني الخاصة بإنتاج أجهزة التلفاز، التي تدعمت بها مؤسسة الصناعات الإلكترونية بسيدي ببلعباس حديثا، ما تسبب في إتلاف معدات ضخمة وتسجيل خسائر مادية تحسب بعشرات الملايير. وكان الحادث الذي استنفر جميع المصالح، قد دفع بعشرات العمال والعاملات إلى التنقل ليلا لمعرفة مصير مؤسستهم، أين أجهش الكثير منهم بالبكاء تحسرا على ما أصاب مصدر رزقهم. وحسب مصالح الحماية المدنية، فإن الحريق نشب في حدود الساعة السابعة من مساء الخميس، على مستوى مستودع خاص بتخزين المواد الأولية - البولستيرين -، قبل أن تمتد ألسنة اللهب إلى وحدة التركيب الإلكتروني الخاصة بإنتاج مختلف أجهزة التلفاز التي دشنت مطلع شهر مارس المنصرم، والتي تعتبر من بين أكبر مصادر الإنتاج بالمؤسسة، التي تضم النسبة الأكبر من العمال، ما تسبب في إتلاف نسبة كبيرة من المعدات الضخمة التي تحتويها الوحدة. وفي الوقت الذي منعت فيه مختلف أجهزة الإعلام من معاينة حجم الخسائر، أكدت بعض المصادر أن الحريق يكون قد تسبب في خسائر مادية تحسب بعشرات الملايير، بينما سلم مخزون الأجهزة الإلكترونية من وصول ألسنة اللهب، بعد تخصيص 23 شاحنة إطفاء وتجنيد أكثر من 100 عون حماية مدنية، إلى جانب الإستنجاد بالجرافات التي استعملت لرفع مخلفات الحريق، وتسببت الغازات السامة الناجمة عن الدخان الكثيف، في إصابة 7 أعوان حراسة و4 أعوان من الحماية المدنية باختناقات وضيق في التنفس، ما استلزم نقلهم على جناح السرعة إلى مصلحة الإستعجالات الطبية، بينما كان عشرات العمال والعاملات قد تنقلوا ليلا إلى مقر المؤسسة لمعرفة مصير مؤسستهم ومستقبلهم المهني، أين ذرف الكثير منهم دموع الحسرة والقلق على مصدر رزقهم. وفي تصريح مقتضب، كشف المدير العام للمؤسسة جمال بكارة، أن المؤشرات الأولية تؤكد أن مصدر الحريق يكون من خارج أسوار المؤسسة، وتسبب في إتلاف مخزون المواد الحافظة بمستودع خاص بتخزين المواد الأولية وجزء كبير من وحدة الإنتاج الخاصة بالتركيب الإلكتروني التي دشنها وزير الصناعة شهر مارس المنصرم، مضيفا أن الحادث الذي سيعرقل بلوغ هدف تحويل المؤسسة إلى قطب إلكتروني ينافس أكبر الشركات المحلية والعالمية، لن يكون سببا في تشريد العمال وإحالتهم على البطالة، مؤكدا أن النشاط سيتواصل بشكل عادي بداية من يوم الأحد وستبقى أجور العمال تصرف بشكل طبيعي، موازاة مع ذلك، صرح والي الولاية محمد الأمين حطاب أن المعاينات الأولية للجان المختصة، أكدت أن الجزء الأكبر من الوحدة يمكن استرجاعه في أقرب الآجال، ما يضمن دوام النشاط بالمؤسسة، يأتي هذا في الوقت الذي تواصل فيه أجهزة الأمن ولجان مختصة من الوزارة تحقيقاتها لمعرفة أسباب نشوب الحريق. كما ينتظر أن يحل وزير الصناعة والمناجم اليوم السبت بسيدي بلعباس في زيارة مستعجلة، للوقوف على حجم الخسائر التي خلفها الحريق الذي ضرب مؤسسة الصناعات الإلكترونية ليلة أمس الأول.