قررت فرنسا أمس بعد تعرضها لهجمات إرهابية، غلق حدودها ووقف منح تأشيرة "شنغن" والسماح لمواطني الدول الأوربية فقط بالسفر إلى باريس، تشديد الرقابة على مستوى المطارات والموانئ مع إعلان حالة الطوارئ إلى الدرجة الأولى "أ". ورفعت السلطات الفرنسية من درجة التأهب وفرضت إجرءات أمنية مشددة على جميع المقرات والمطارات والموانئ ومحطات النقل، بعد الهجمات الإرهابية التي استهدفت العاصمة الفرنسية باريس وأودت بحياة 128 قتيل و200 جريح. وحسب بيان صادر عن السفارة الفرنسية بالجزائر، تحوز "الشروق" نسخة منه، فإن وزارة الدفاع الفرنسية عقدت اجتماعا طارئا أمس، وقررت تجنيد 1500 عسكري إضافي لتأمين العاصمة باريس من الهجمات الإرهابية، كما تم تعزيز المطارات بعناصر جمركية إضافية تحسبا لأي طارئ، مع إعلان تنفيذ ما يعرف ب "المخطط الأبيض"، واستحداث خلية أزمة على مستوى وزارة الداخلية الفرنسية، يضيف البيان. وأعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، إجراءات أمنية طارئة مع إعلان حالة الطوارئ من الدرجة "أ"، وغلق الحدود، ووقف تأشيرة "شنغن"، التي ترخص بالتنقل بين الدول الأوربية، والسماح لمواطني الدول الأوروبية فقط بالسفر إلى باريس، كما انتشرت دعوات لفرض الإقامة الجبرية على مشتبه في نشاطاتهم في جماعات متطرفة خاصة في الأحياء المعروفة ب "الساخنة"، بعد أن كشف وزير الدفاع الفرنسي، جون ايف لو دريان، عن "هجمات مستمرة" على الجمهورية الفرنسية. وأعلنت هيئة النقل بفرنسا إغلاق عدة خطوط للمترو في باريس بعد الهجمات، ودعت مقاطعة باريس سكان العاصمة إلى البقاء في منازلهم وعدم الخروج إلا للضرورة.
مجلس الوزراء الفرنسي يتبنى تدابير استثنائية: مداهمات إدارية.. غلق قاعات العروض وإقامة جبرية للمشبوهين قرر مجلس الوزراء الفرنسي المجتمع أمس بباريس "تعزيز" الإجراءات بمجموع بلديات إيل دو فرانس حسب بيان لقصر الإيليزيه. وأفاد البيان أن "هذه الإجراءات تسمح بفرض الإقامة الجبرية لكل شخص يعتبر نشاطه خطيرا والغلق المؤقت لقاعات العروض وأماكن الاجتماعات وتسليم الأسلحة وإمكانية القيام بمداهمات إدارية"، مشيرا إلى المصادقة على المرسوم الخاص بفرض حالة الطوارئ. وتمت الإشارة إلى "فرض حالة الطوارئ على مجموع التراب الفرنسي وفي كورسيكا من أجل منع تنقل الأشخاص وإقامة مناطق حماية وأمن"، كما قرر الرئيس الفرنسي العودة الفورية لعمليات مراقبة الحدود. وتم تجنيد مصالح الجمارك حسب ذات المصدر، مضيفا أن المدارس والثانويات والمؤسسات التعليمية والجامعات تم غلقها يوم السبت في إيل دو فرانس، اضافة إلى الغاء الرحلات المدرسية. من جهة أخرى، ذكر قصر الإيليزيه بأن المستشفيات مجندة لهذا الغرض، مشيرا إلى انشاء خلية لمساعدة ضحايا وزارات الشؤون الخارجية والعدل والصحة. كما أوضح البيان أن فرانسوا هولاند لن يشارك في اجتماع مجموعة ال20 بحيث سيمثله وزير الشؤون الخارجية والتنمية الدولية ووزير المالية والحسابات العمومية.
كرونولوجيا الهجمات الإرهابية في فرنسا والعالم مدريد: وقعت في الحادي عشر من مارس 2004، كانت أكثر دموية من هجمات باريس، إذ تسببت بمقتل 191 شخص وجرح ما يزيد على 1750 آخرين. مومباي: في السادس والعشرين من نوفمبر 2008، شن مسلحون هجمات متزامنة في العاصمة الاقتصادية للهند، مومباي، واستهدفوا فنادق ومطاعم محطات قطارات. نيويورك: على أن هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، التي استهدفت برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك ومقر وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" تظل الأكثر مأساوية في الهجمات الإرهابية بشكل عام بحصيلة بلغت 2970 شخص. أوكلاهوما: الهجوم الإرهابي في أوكلاهوما في عام 1995 يعد من بين الهجمات الإرهابية الأكبر في العالم المعاصر. فقد أسفر الهجوم الذي استهدف مبنى "ألفريد مورا" الفيدرالي في مدينة أوكلاهوما، بواسطة شاحنة محملة بالمتفجرات، في التاسع عشر من أبريل عام 1995 عن مقتل 168 شخص، وإصابة نحو 680 آخرين بجروح. فرنسا: في 1995 قامت الجماعة الإسلامية المسلحة (GIA) بتنفيذ تفجيرات مترو باريس، حيث أدت هذه الهجمات إلى مقتل ثمانية أشخاص وإصابة أكثر من 100 شخص إجمالاً. في مارس 2012 هاجم محمد مراح متهم مدرسة يهودية بأعيرة نارية مما أدى إلى مقتل أستاذ تعليم ديني وولديه وطفلة أخرى. في بداية 2015، الشقيقان سعيد وشريف كواشى يقتلان 12 شخصا بينهم خمسة رسامين فى مقر الأسبوعية شارلى ايبدو فى باريس التي كانت تلقت تهديدات لنشرها رسوم كاريكاتورية للنبى محمد صلى الله عليه وسلم في 2006 و2012، وقتل عناصر الأمن المتورطين في اليوم الثالث من فرارهما. وفى اليومين التاليين، قام إرهابي فرنسي ثالث يدعى أحمدي كوليبالي بقتل شرطية من عناصر الشرطة البلدية، ثم أربعة يهود فى ضاحية باريس القريبة قبل قتله بدوره. في 2015 ايضا قتل شخص وأصيب آخرون بجروح، في هجوم على منشأة صناعية للغاز قرب ليون الفرنسية، حيث اقتحم المهاجم مصنعا للغاز في منطقة سان كانتان فالافييه وهو يرفع علما أسود، وفجر عددا من القوارير، كما عثر على جثة مقطوعة الرأس قرب الموقع.