رغم الميزانية الضخمة التي خصصتها الدولة لإعادة تهيئة الطرق الوطنية بولاية غرداية، إلا أن حوادث السير التي تعرفها هذه المحاور، تؤكد آن حالة الطرقات ليست على ما يرام، وهو ما يطرح تساؤلات حول طريقة تسيير تلك الأموال، في الوقت الذي تم فيه تجميد مشروع ازدواجية الطريق الوطني رقم 1، لاسيما بجزئه الرابط بين مدينة المنيعة وغرداية بسبب إجراءات التقشف. لا تزال الطرقات الوطنية بغرداية، تحصد المزيد من الأرواح سنويا، وهو ما تؤكده الإحصائيات الأخيرة لمختلف المصالح المعنية، والتي تشير إلى هلاك عشرات الأشخاص، على مستوى هذه المحاور، رغم الجهود المكثفة والأموال الطائلة التي خصصتها الدولة لرد الاعتبار لهذه الطرقات، على غرار الطريق الوطني رقم 01 في شطره الرابط بين المنيعة وعين صالح، والطريق الوطني رقم 51 الرابط بين المنيعة وتيميمون، اللذين يعرفان حالة كارثية، وهو ما أصبح يهدد مستعمليهما، خاصة أصحاب حافلات نقل المسافرين بالموت، نظرا لتدهور حالتهما بفعل العوامل الطبيعية. مما بات يستوجب إيلاء أهمية كبيرة لمثل هذه المحاور من خلال إصلاح الأجزاء المتضررة، في انتظار تجسيد المشروع الكبير وهو الطريق السيار شمال جنوب، علما أن الحكومة رصدت لتوسعة وتهيئة هذين الطريقين لوحدهما حوالي 300 مليار سنتيم. من جهة ثانية تحصي الجهات المعنية بهذين الطريقين أكثر من22 نقطة سوداء خاصة في الشطر الرابط بين غرداية وعين صالح، رغم الأموال التي رصدت لإعادة تهيئته وتدعيمه بمختلف المرافق الهامة، حالة الإهمال والخطر تنطبق أيضا على الطريق الوطني الرابط بين بلدية غرداية وبريان، حيث يسجل هو الآخر حوادث مرور مميتة لنفس الأسباب، ويواجه السائقون ومرتادو هذه الطرقات خطر الموت يوميا، بسبب كثرة المنعرجات والتشققات، وحتى الظلام الدامس الذي يخيم على عدة طرق رئيسية، رغم الميزانيات الكبيرة التي تصرف لمد الجسور ورصف الطرق وإعادة تهيئتها بالشكل الذي يقلل من حوادث المرور. من جانب آخر رغم الآمال الكبيرة التي علقها أصحاب المركبات على مشروع ازدواجية الطريق الوطني رقم 1، إلا أنه تم تجميد هذا المشروع، لاسيما في جزئه الرابط بين مدينة المنيعة وغرداية، على مسافة تقارب 260 كلم، فرغم اتخاذ كل الإجراءات الإدارية، إلا أن مديرية الأشغال العمومية بالولاية، تفاجأت بقرار مصالح المراقبة المالية، برفضها المصادقة على المشروع بسبب حالة "التقشف". وتحاول حاليا السلطات المحلية العمل لرفع التجميد عن هذا المشروع الهام، والذي من شأنه أن يساهم في تطوير حركة مرور والتقليل من حوادث السير، إلى جانب تعزيز التنمية التجارية بين الشمال والجنوب. تجدر الإشارة إلى أن مشروع ازدواجية الطريق الرابط بين بلدية غرداية وبريان على مسافة 45 كلم، يعرف هو الآخر وتيرة بطيئة في الإنجاز لأسباب مالية وأخرى إدارية.