تأسف والي ولاية إيليزي مولاتي عطا الله، خلال زيارته لمنطقتي أفرا وتماجرت النائيتين، لوضعية قطاعي الطرقات والأشغال العمومية، مستغربا عدم استغلال البحبوحة المالية التي شهدتها الولاية في السنوات السابقة لإخراج سكان هذه المناطق من التخلف. وقال الوالي في زيارته التفقدية بأنه كان بالإمكان انجاز طرقات معبدة تؤدي إلى هذه المناطق النائية والبعيدة، من أجل فك العزلة عنها، خاصة مع صعوبة التضاريس وقساوة الطبيعة، مما يصعب على السكان التنقل إليها خاصة بقرية تماجرت. وأكد الوالي في تصريحات إعلامية، بأن هذه الزيارة جاءت من أجل الإطلاع عن قرب على مختلف انشغالات المواطنين، والتي تنقل فيها رفقة رئيس المجلس الشعبي الولائي وبعض المدراء، وللوقوف على معاناة السكان بهذه المناطق النائية، أضاف بأنه من خلال معاينته لهذه المناطق، لاحظ بأن قطاع الأشغال العمومية يعد أولوية الأولويات، مضيفا بأنه كان بالإمكان تسوية هذه الوضعية، إذا استغلت الأغلفة المالية الهامة، التي كانت تخصص للولاية في أوقات سابقة، قبل الدخول في هذه الأزمة المالية التي تعاني منها البلاد، وأكد المسؤول الأول بالولاية، بأن الطريق الوطني رقم 03، يعتبر أهم شريان بالولاية، وعليه فيتوجب ربط جميع القرى والتجمعات السكانية، بهذا الطريق لفك العزلة عنها، بالإضافة إلى الطريقين الوطنيين رقم 55 و 54، لتصبح بذلك شبكة هامة للطرقات بالولاية، وهو ما تسعى إلى تحقيقه السلطات، خاصة مع المشاريع المسجلة في هذا القطاع، مع عملية ربط قرية واد سامن على مسافة 150 كيلومتر، التي انطلقت بها الأشغال في الشطر الأول، بالإضافة إلى طرق برج الحواس – سيروانيت، وكذا برج عمر إدريس – أمقيد، والتي توصل كذلك بقرية تهيهاوت، وأضاف الوالي بأن ربط كل من مناطق تادانت وأميهرو وتماجرت النائية سيكون من أولى الأولويات في حال تحسن الوضع المالي للجزائر.
الكهرباء والماء والسكن.. قطاعات متأخرة بقرية تماجرت وفي قطاع الطاقة الكهربائية، أكد الوالي بأنه في الوقت الحالي، من الصعب أن يتم توصيل قرية تماجرت بالكهرباء انطلاقا من قرية أفرا، وذلك بسبب الوضع المالي الصعب، والذي لا يسمح بمثل هذه العملية الكبيرة، وعليه فسيتم اللجوء إلى تجهيزات الطاقة الشمسية، وهو ما تعمل عليه حاليا مؤسسة سونلغاز، وذلك من خلال تجديد البطاريات والصيانة، بحيث أن العملية قيد الإجراءات الإدارية حاليا، كما أن هناك برنامجا وطنيا هاما من طرف شركة الطاقات المتجددة، والتي يتم بموجبها وضع تجهيزات الطاقة الشمسية لجميع المساكن بالقرية، وهو ما سيخفف لا محالة من مشكلة الطاقة الكهربائية. أما فيما يخص تدعيم القرية بالمياه الصالحة للشرب، فقد أكد الوالي بأن حاجة تماجرت للماء أكثر من أفرا، كونها منطقة فلاحية، وعليه فهناك عمليات انجاز آبار مسجلة بهذه المناطق، بوجود بئرين في أفرا، وبئر عميق واحد بتماجرت، بالإضافة إلى خمسة آبار فلاحية بها، وذلك على أمل أن تكون المياه الجوفية متوفرة. وفي قطاع الفلاحة، فقد صرح الوالي بأنه تم منح توجيهات للفلاحين، من أجل التقرب للاستفادة من مختلف برامج إصلاح الأراضي وغيرها، متأسفا على تجميدها حاليا. أما السكن فقد تفاجأ الوالي للوضعية المقلقة للسكنات بتماجرت، إذ وصفها في تصريحاته بأنها منذ سنوات التسعينيات، وهي بيوت مسقفة بصفائح معدنية أصابها الصدأ، وعليه فقد أكد بأن الولاية تسعى لأخذ صورة مكتملة لوضعية السكنات المهترئة بجميع المناطق النائية بالولاية، وذلك من أجل الحصول على برنامج خاص من الدولة وحل هذه المشكلة.
تكوين شباب من هذه المناطق لحل مشكلة الممرضين أما قطاع الصحة بكل من منطقتي تماجرت وأفرا، فيعاني من مشكلة نقص فادح في الممرضين، وكحل لهذه المشكلة، سيتم تكوين شباب أو شابات من هذه المناطق، على مستوى المؤسسة العمومية للصحة الجوارية ابن سينا بإيليزي، والتربص في مجال التمريض، على أن يتم تخصيص مناصب إدماج مهني لمساعدتهم ماديا، بحيث يكفي المستوى الرابعة متوسط فقط استثنائيا لتكوينهم في مناصب مساعد ممرض، كما سيتم تخصيص سيارتي إسعاف لكل من تماجرت وأفرا، وذلك ضمن عملية اقتناء أربع سيارات إسعاف على مستوى الولاية، لإنهاء معاناة نقل المرضى. أما موضوع التعليم، فقد أكد الوالي أن المدرسة بقرية تماجرت في وضعية غير مقبولة تماما، وعليه فسيتم الشروع في جملة من الترميمات، وهو نفس الشيء بالنسبة إلى مدرسة أفرا، أما الهدف الأساسي للسلطات المحلية حاليا، هو محاولة إقناع الأولياء لإرسال بناتهم لمواصلة الدراسة في داخليات المؤسسات التربوية، وذلك بالدخول في حوار معهم ومعرفة أسباب رفضهم.