دعا رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، السبت، الشعب الجزائري إلى ما سمّاه "التجند والتحلي باليقظة من أجل الحفاظ على سلامة البلاد". وقال بوتفليقة في رسالة وجهها بمناسبة إحياء ذكرى عيد النصر، قرأتها نيابة عنه بالطارف، وزيرة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، هدى إيمان فرعون، بأن "الشعب الجزائري الذي ضحى بالنفس والنفيس من أجل تحرير الجزائر وبنائها، مستوقف اليوم، نساء ورجالا، شبابا وكهولا، للوحدة، اليقظة والتجند حفاظا على سلامة بلادنا وهي مجاورة للعديد من الأزمات المشتعلة". وجاء في الرسالة "كما أن شعبنا الأبي مستوقف للوحدة واليقظة للصمود في أمن وسلامة، أمام الأمواج المخربة التي دبرت ضد الأمة العربية قاطبة، أمواج-- يضيف رئيس الدولة-- تدفع لها اليوم شعوب شقيقة ثمنا دمويا بعدما دفعنا نحن عشرات الآلاف من ضحايا المأساة الوطنية التي جاءت رياحها في الواقع من خارج قطرنا". وهذه هي المرة الأولى التي يصف فيها الرئيس بوتفليقة ما سمي "الربيع العربي" ب"الموجة المخرّبة". واستطرد رئيس الجمهورية قائلا "إن شعبنا الأبي مستوقف أيضا للتجند والعمل والابتكار لاجتياز عواصف الأزمة الاقتصادية العالمية التي مست بلادنا مباشرة عبر انهيار أسعار النفط، ولكي نتمكن جميعا من استمرار مسيرة التجديد الوطني على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية معا". وتابع "إنها تحديات أناشد حولها شعبنا الأبي في كل مناسبة ويا لها من مناسبة لاستيقاف الأمة للتجند والوحدة والعمل مثل لحظة عيد النصر هذه التي نترحم فيها على الأرواح الزكية لأولئك الأمجاد الذين قدموا من أجل حريتنا اليوم أرواحهم الزكية لكي تعيش الجزائر حرة مستقلة". من جهة أخرى قال بوتفليقة إن تاريخ 19 مارس 1962 يعد "ثمرة جهاد مقدس خاضه الشعب الجزائري ضد قوى الظلم والاستعمار". وأضاف بأن ثورة التحرير المباركة "أخضعت بثباتها وصلابتها المعتدي وأرغمته على التفاوض مع الثورة الجزائرية حول الاعتراف بجل حقوق شعبنا وإيقاف القتال وقدوم الجزائر على استعادة سيادتها كاملة غير منقوصة". واستطرد رئيس الدولة بأن عيد النصر يشكل "لحظة استرجاع الشعب الجزائري الأبي سيادته على أرض أجداده، سيادة- يؤكد الرئيس- استرجعت في ظروف جد مأساوية يجب ذكرها عندما نتحدث على تثمين حريتنا". وفي هذا الإطار دعا الأجيال الصاعدة، لأن تكون "دوما على دراية بمشقة وطول المسيرة التي خاضتها الجزائر الحرة على درب البناء والتشييد". وذكر بأن الشعب الجزائري وصل إلى "لحظة الاستقلال، ثلاثة أشهر بعد إقرار وقف إطلاق النار، ثلاثة أشهر من دمار همجي لم يسبق له مثيل في التاريخ المعاصر". وتابع الرئيس بوتفليقة بأن هذا الدمار"أنجزته المنظمة السرية المجرمة في حق شعب قبل بصمود وشجاعة احترام عهد إيقاف القتال الذي التزمت به ثورتنا المجيدة يوم 19 مارس 1962". وعلى صعيد تعديل الستور، أكد بوتفليقة أن التعديل الدستوري الأخير "ما هو إلا دليل على مضي الدولة قدما في تحقيق الإرادة الشعبية لإرساء ديمقراطية بناءة قادرة على خلق مجتمع كفيل بالاعتماد على نفسه لمواصلة رسالة التشييد".