هلك طفل لا يتجاوز عمره ال7 سنوات أمس الأول، غرقا داخل بركة مائية لا تبعد عن مقر إقامته بالحي الفوضوي الدهاليز الثلاث الكائن على مستوى بلدية الحراش بالعاصمة.. صدمة كبيرة بين أبناء الحي خاصة الأطفال من مرافقي وأصدقاء الضحية رابح الذي ترك غيابه ألما كبيرا في نفوسهم وهو من كان هادئا بين أقرانه ومطيعا لجيرانه ووالديه، شاءت الأقدار أن يغيبه الموت عنهم بعدما خرج للعب كالعادة لممارسة صيد النحل فلم يعد إلا بعد ساعات من البحث عنه، لينتشل من طرف مصالح الحماية المدنية من بركة مائية. الحادثة التي هزت حي الدهاليز ووقفت "الشروق" عند تفاصيل مراحلها رفقة أبناء وأطفال الحي، فقد أجمع كل من تحدثوا إلينا أن الضحية المدعو رابح عطوي راح ضحية اللامبالاة، حياة بدائية تعيشها أكثر من 65 عائلة تقطن سكنات فوضوية بالمحاذاة من وادى الحراش، أكوام من الطين جعلها الأطفال مرتعا للعب. وما حاز في نفوس السكان هو غياب الرقابة التي يفترض أن تلازم مشروع الحفر الذي باشره مقاول لدفن الكوابل الكهربائية، غير أن الحفرة التي سقط بها الضحية بقيت مفتوحة على دون ردم منذ سنتين، وتشير الأصداء من عين المكان أن رابح خرج كالعادة للعب ولم يعد للبيت، فتم إطلاق صفارات الإنذار ما بين الجيران للبحث عنه انطلاقا من الواحدة زوالا لاسيما وأن أب الضحية كان غائبا منهمكا في العمل.. فدار في الأذهان فرضية الاختطاف – يقول احد الجيران رابح عوج الذي قال "بعد مرور أكثر ما ساعتين من البحث توجهتُ إلى مصالح الأمن للإبلاغ وتم إخطار مصالح الحماية المدنية كذلك، التي سارعت إلى عين المكان وبعد البحث والتحري وُجد داخل البركة التي كانت محل شك.. انتشل منها في حدود السادسة مساء ونقل إلى مصلحة حفظ الجثث". شقيق الضحية المدعو سمير كان يرافق "الشروق" أثناء معاينة موقع الحادث والصدمة لم تفارق محياه، أكد أن أخاه الصغير الذي يدرس السنة الأولى ابتدائي كان يحب هواية جمع النحل والتنقل ما بين الورود حتى يضعها داخل القارورات وربما أراد التقرب من الأزهار التي بالقرب من الحفرة ليلقي حتفه داخلها.. مصالح الحماية المدنية تؤكد أن شكوك الجيران حامت حول الحفرة، "فتدخلنا ووجدنا الجثة، انتشلناها من حفرة يزيد عمقها المترين"، كما فتحت مصالح الأمن تحقيقا لمعرفة ملابسات القضية.