تعود مشكلة غياب وسائل الاتصال، على مستوى الطريق الوطني رقم 3 بجنوب ولاية ايليزي، إلى واجهة الأحداث لتبين مدى أهمية دعم وسائل وشبكة الاتصالات الخلوية على مسار الشطر الرابط بين مدينة ايليزي، إلى مدينة جانت على مسافة 412 كيلومتر من الطريق الوطني رقم 3. وعلى مدار كل المسافة المذكورة، لا توجد تغطية هاتفية سوى على مستوى نقاط متباعدة، أقربها بين ايليزي وقرية فضنون على مسافة 100 كيلومتر، بينما تنعدم التغطية الهاتفية على المسافة المتبقية من القرية المذكورة، إلى غاية بلدية برج الحواس، على مسافة 170 كيلومتر، وتنعدم التغطية بين برج الحواس وجانت باستثناء محطة متواجدة لمتعامل موبيليس على بعد 60 كيلومتر، من مدينة جانت نحو برج الحواس، والمتواجدة بمنطقة "ادسي"، واللافت أن جميع التغطية الموجود على المحور المذكور، هي للمتعامل الوطني موبيليس، إذ تنعدم التغطية الخاصة بباقي المتعاملين، شأنها شأن اغلب المناطق النائية بالولاية، أين يعتبر "موبيليس" الوحيد الذي وصل إلى اغلب المناطق والمجمعات النائية. وأفرز ضعف التغطية، على محور الطريق الوطني رقم 3 بين ايليزي وجانت، مشاكل تتمثل بالخصوص في تأخر عمليات الإبلاغ عن الحوادث، ومن ثم تأخر عمليات الإسعاف المتخصص، خاصة بالنسبة للحالات الحرجة، والتي تستوجب تدخل محترف، كما هو حاصل في الحوادث الأخيرة إذ تغيب فرص الاتصال، خاصة عندما تكون المركبات، التي تتعرض للحوادث لوحدها، ومن يكونون فيها، هم أولى الناس بمن يتكفل بهم، ولا سبيل لتحركهم بحثا عن وسائل اتصال، حيث كان ولا يزال الطريق بين ايليزي وجانت يوصف دوما بطريق الموت، ما يدعو إلى تكثيف التغطية، أو تقريب المناطق التي تتواجد بها، لتسهيل عمليات الإسعاف، التي يعتبر فيها الوقت العنصر الأهم لإنقاذ الأرواح، والتكفل بالمصابين. وليست الاتصالات وحدها ما يؤزم مشكلة نقل المصابين، من جراء الحوادث المرورية المؤلمة، التي يعرفها الطريق نحو جنوب ولاية ايليزي، بل تباعد وحدات الحماية المدنية، حيث لا توجد أي وحدة حاليا من ايليزي إلى غاية مدينة جانت على مسافة أكثر من 400 كيلومتر، ولا يزال مشروع الوحدات المتقدمة على مستوى المقطع المذكور، قيد الانجاز بكل من فضنون إلى الجنوب من ايليزي ب 100 كيلومتر، وأخرى بقرية اهرير على مسافة أكثر من 225 كيلومتر من مدينة ايليزي، ووحدة ببرج الحواس، لكن في الوقت الراهن، يبقى تحدي الحماية المدينة كبيرا في إنقاذ الأرواح التي تسقط تباعا على شطر الطريق بين ايليزي وجانت، بسبب بعد المسافة، والتي كانت آخرها حصاد أرواح 3 أشخاص وجرح 10 آخرين 2 منهم في حالة حرجة قبل يومين، حيث تبقى اغلب الحوادث مرتبطة بالعنصر البشري، وعدم الاحتراز من نوعية الطريق، ومخاطر المنعرجات والتضاريس الوعرة للمنطقة.