فتحت الفرقة الإقليمية للدرك الوطني في بلدية سيدي عمار بعنابة، تحقيقا موسعا للقبض على منحرفين تهجّموا على العيادة الطبية الجوارية "عمار رجب" في منطقة حجر الديس فجر الخميس، حيث أسفرت عملية البحث في أحياء المنطقة عن توقيف أحد المنحرفين واسترجاع بعض المسروقات. تفاصيل الجريمة التي استنكرها سكان المنطقة تعود إلى فجر أول أمس، أين أقدم ثلاثة منحرفين في حالة سكر على اقتحام العيادة الطبية الجوارية المتعددة الخدمات وهم مدججون بالسيوف، محدثين حالة رعب وهلع كبير وسط الطاقم الطبي قبل أن يستولوا على معدات طبية ويلوذوا بالفرار، حيث قالت الطبيبة التي استنجدت عبر اتصال هاتفي بالفرقة الإقليمية للدرك الوطني في سيدي عمار، أن المنحرفين اقتحموا العيادة وهددوا الطاقم الطبي المناوب وأعوان الأمن بالأسلحة البيضاء وتمكنوا تحت طائلة التهديد بالسلاح من الاستيلاء على هواتف نقالة أيضا. وقد أسفرت عملية البحث التي أطلقها عناصر الدرك تحت قيادة قائد الكتيبة الإقليمية لدرك الحجار عن توقيف أحد المنحرفين في حي عياط محمد بعد الاشتباه فيه لما كان مع اثنين من رفاقه واقفين في مكان منعزل، وقد لاذوا بالفرار بمجرد أن تم توجيه أمر بالتوقف لهم بغية الخضوع للتفتيش، ما دفع عناصر الدرك إلى محاصرة منزل أحد المشتبهين وتوقيفه بعد أن أبدى مقاومة عنيفة، فيما لاذ المشبوهان الآخران بالفرار تاركين خلفهما آثار الجريمة، حيث قالت قيادة الدرك الوطني في بيان تحصلت "الشروق" على نسخة منه، أنه تم استرجاع سماعتين طبيتين، وسكين من الحجم الكبير، إضافة إلى هاتف نقال وسجائر محشوة بالمخدرات وقطع من مخدر الكيف المعالج. وفي انتظار تقديم المتهم الموقوف أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة الحجار يتواصل التحقيق معه في انتظار إلقاء القبض على المتهمين الآخرين. وتثير حادثة الاعتداء الجديدة هذه على طاقم طبي مناوب في مؤسسة استشفائية عمومية، التساؤلات بشأن ضعف التغطية الأمنية ليلا بالمراكز الصحية والأخطار التي تتربص بالطواقم الطبية من المنحرفين والسكارى ومتعاطي المخدرات، لاسيما وأن الأطباء والممرضين المناوبين في المستشفى الجامعي ابن رشد ومستشفى ابن سيناء، نظموا وقفات احتجاجية متعددة للمطالبة بتعزيز التغطية الأمنية ليلا.