كشف تقرير للقناة السابعة الإسرائيلية تم بثه نهاية الأسبوع الماضي أن "الاتحاد الأوروبي بادر بمشروع لتطوير التكنولوجيا في مجال النسيج والغذاء في دول حوض البحر الأبيض المتوسط وذلك في إطار مشروع (MEDIBTIKAR) الأوروبي للتكنولوجيا"، موضحا أن "تكلفة المشروع 7.3 ملايير أورو، ويستمر لمدة ثلاثة أعوام ويشارك فيه كل من إسرائيل والجزائر وتركيا ومصر والأردن وسوريا ولبنان والمغرب وتونس والسلطة الفلسطينية". * ويأتي الكشف عن هذا اللقاء وتفاصيله عبر القناة الإسرائيلية السابعة بمثابة المفاجأة غير المتوقعة، نظرا لغياب أيّة علاقة بين الجزائر والكيان الصهيوني منذ غرسه ظلما في قلب الوطن العربي، كما أن هذا التقرير لو صحت بياناته وفي ظل عدم وجود نفي رسمي جزائري حتى الآن، من شأنه أن يحرّك المياه الراكدة مرة أخرى بخصوص النقاش الساخن حول مجالات التطبيع بين الكيان الصهيوني والجزائر، خصوصا بعد إنشاء ما يسمى "الاتحاد من أجل المتوسط" والذي يمثل مبادرة ساركوزية في المقام الأول تسعى الجزائر حسب مصادر دبلوماسية موثوقة إلى ترشيح جزائري ليكون أمينا عاما لهياكلها، وذلك بعد تجاوز مرحلة النقاش حول إمكانية الانضمام أصلا من عدمه، حيث كانت المبررات الأكثر استعمالا من طرف الممانعين للانضمام هي القول أن الاتحاد المتوسطي تمهيد شكلي هدفه الحقيقي هو التطبيع مع إسرائيل. * ونقلت القناة الإسرائيلية السابعة في تقريرها عن "سيما أمير"، وهي مديرة قسم التعاون الاقتصادي والتكنولوجي في اتحاد الصناعات الإسرائيلي أنها "شاركت في لقاء عقد مؤخرا بالقاهرة تحضيرا لهذا المشروع الذي يرعاه الاتحاد الأوروبي"، ناقلة عنها القول أن "المشروع سيتم عبر مراحل، حيث تهتم المرحلة الأولى بمجال النسيج، أما المرحة الثانية فستهتم بالغذاء"، مؤكدة أن "لقاء القاهرة هو اللقاء الرابع في إطار المشروع بعد ثلاثة لقاءات تم إجرائها في المغرب وعمان واسنطبول" حسب قولها، وقد شارك في اللقاء ممثلون عن جميع البلدان المعنية بما فيها الجزائر، لكن دون الكشف عن هوية هؤلاء الجزائريين، في الوقت الذي ماتزال فيه الدوائر الرسمية الجزائرية تكذب وتنفي كليا وجود لقاءات بين "جزائريين رسميين وإسرائيليين". * وأكد التقرير ذاته، والذي نقلته جريدة "المصريون" أيضا عبر موقعها الالكتروني أول أمس الخميس، أن "لقاء القاهرة ضمّ مندوبين من عدة منظمات اقتصادية ومؤسسات أكاديمية من دول حوض البحر المتوسط، فبالإضافة لحضور سيما أمير، حضر أيضا كل من البروفيسور اموتس فينبرج رئيس المدرسة العليا للهندسة والتصاميم"، مؤكدا أن "المشاركين انقسموا إلى مجموعات عمل وقرروا إقامة ثلاثة شبكات إقليمية (network) بين المنظمات الصناعية وبين المراكز التكنولوجية، وبين مراكز تصاميم النسيج من تلك الدول وعلى رأسها مصر" حسب التقرير، كما أكد أنه "تم الاتفاق خلال اللقاء على إنشاء موقع إلكتروني على شبكة الإنترنت لعمل اتصالات بين مصنعي النسيج والموضة في المنطقة وذلك في الوقت الذي يكون فيه اتحاد الصناعات بإسرائيل مشاركا كاملا في المشروع"، موضحا أن "الموقع سيكون في المرحلة الأولى باللغة الإنجليزية ويترجم بعد ذلك للغة العربية والتركية والفرنسية"، مضيفا أيضا أن "دورة تدريبية حول صناعات النسيج سيتم بمشاركة مصنعين ورجال أكاديميين من تركيا ومصر وإسرائيل"، دون أن يوضح تفاصيل عن هذه الدورة التدريبية، وأين سيتم إجراؤها، وفاتحا المجال للمشاركين من بلدان أخرى بما فيها الجزائر. * وفي النهاية ذكر التقرير أنه "بالإضافة إلى ذلك تم الاتفاق على إقامة مؤتمر إقليمي بمشاركة كل الدول الأعضاء في حوض البحر المتوسط وفي المشروع، سيشارك في المشروع مندوبان من أوروبا والولايات المتحدةالأمريكية"، مضيفا أن "المؤتمر ستحضر فيه المئات من مصانع النسيج".