لم أجد في رد فعل كثير من المسلمين وبالذات في بلاد العجم على الصور المسيئة للمسلمين أي جدوى، وكان الأمر يبدو أحيانا وكأنه استعراض ومواجهة شر بشر.. وكم تمنى العقلاء منا أن لا يلتفت أحد إلى مثل هذه التصرفات الرعناء الصادرة عن جهلة أو حاقدين في الغرب تجاه رموز المسلمين وعلى رأسهم رسول الاسلام محمد صلى الله عليه وسلم والقرآن الكريم كتاب الرحمة للعالمين.. الأمر لم يكن يستدعي ذلك. ففي الغرب هناك محاولات دائمة للخروج عن المألوف طلبا للشهرة والمال في حياة فقدت كل القيم الانسانية الايجابية.. فتجد هناك من صور المسيح او مريم العذراء عليهما السلام او أنبياء الله الآخرين عليهم السلام بأشكال مسيئة وهم يتهكمون بكل قيمة للإيمان فلم يعد الغرب المسيحي مسيحيا بعد ان أفرغ المسيحية من كل روحها وحول طقوسها الى أشكال مادية صرفة، كما لاحظ المفكر الفرنسي الكبير(رينيه ڤينون).. في هذا الغرب المتحلل من كل روح ديني وارتباط بما بعد الحياة كل شيء يجوز!! ففي الغرب اجازوا الزواج المثلي، وفي الغرب أباحوا كل محرم.. أليس في هذا اعتداء صارخ على رسالة الاسلام.. الغرب يقتل بالملايين ابناءنا في العراق والصومال وافغانستان ولبنان وفلسطين والجزائر.. أليس هذا من اسوأ صفحات الغرب.. والغرب كذلك يمعن في نشر الرذيلة ويرعى اشكال الإفساد المعنوي والمادي للشعوب المسلمة وغير المسلمة في العالم.نحن نعرف ان هناك مغالين في الغرب ومتطرفين وعنصريين وارهابيين قتلة، لكن لابد من التروي، اذ ان في القوم هناك عقلاء محترمون ورجال دين شرفاء ومفكرون نابهون ورجال سياسة حكماء ينفرون من كل أمر مشين ويدافعون عن حقوقنا وكرامتنا وديننا الى الحد الذي يجعلهم مطاردين من قبل العصابات المجرمة هناك..اليوم يخرج وزير الخارجية الالماني المعتوه، يدعو الى ان تتضامن كل الصحف الاوربية مع الصحف الدنماركية فتنشر تلك الصور المسيئة للمسلمين..ف لينشروا ما أرادوا وليسبوا ما شاء لهم السب، فهم هكذا يكشفون حقيقة موقف سياسات بلدانهم تجاه المسلمين.. ولن يضير نبينا شيء من ذلك، فهو صلى الله عليه وسلم اكثر حزنا بخصوص ما يلحق بنا في فلسطين والعراق والصومال وافغانستان.الأمر المهم التنبه اليه في هذا السياق ان انتشار الاسلام وتجلي شخصية النبي المنقذ للبشرية في آفاق الدنيا اليوم، حيث تسجل عملية الاقتناع بالاسلام رغم كل التشويه، مستوى متقدما محيرا للغرب ومربكا له.. والاسلام يبدو الآن بكل عافيته ونشاطه ولم يشخ، وهو جاهز ان يكون المحرك لنهضة حضارية انسانية عظيمة، فلينشروا او لا ينشروا، فإنهم سيموتون بغيظهم.