شقيق الشهيد بوقرة خرج محمد بوقرة، شقيق الشهيد العقيد امحمد بوقرة، عن صمته وطالب السلطات الجزائرية بالتدخل للضغط على فرنسا حتى تكشف كل الحقائق التي تتعلق باستشهاد قائد الولاية الرابعة التاريخية. * * * تحدث محمد بوڤرة في تصريح خص به "الشروق" بحزن شديد عن شقيقه الذي فارقه ملتحقا بصفوف جيش التحرير الوطني، وكانت آخر مرة شاهده فيها سنة 1955 عند ما كان في طريقه للقيام بمهمة ثورية سرية "إلى أن جاءنا خبر استشهاده من رفاقه في الجهاد بعد الاستقلال، الأمر الذي أثر كثيرا على الوالدين اللذين فارقا الحياة حزنا على فلذة كبدهما". * وأضاف محمد، البالغ من العمر 86 عاما، أن "العقيد فضل الجهاد لتحرير بلده وهويته وعقيدته الإسلامية على كل شيء يربطه بالحياة، حيث كان مهتما منذ صباه بحفظ القرآن والبحث في التاريخ، بعدها انخرط بالكشافة الإسلامية، وكانت الحركة الوطنية محور نشاطه وتركيزه، وتم توقيفه في 8 ماي 1945 لنشاطاته السياسية وتمرده، وبعد الإفراج عنه انضم إلى المنظمة السريةوأوقف ثانية في 1950". * وبعد فترة طويلة قضاها في السجن تم الإفراج عنه مؤقتا، ومنعته السلطات الفرنسية من الإقامة بمدينة مليانة التي ولد فيها، لينضم بعدها إلى صفوف جيش التحرير الوطني بجبال عمرونة في ثنية الحد بعد تفجير الثورة. * وخلال الندوة التاريخية التي نظمتها جمعية "مشعل الشهيد" بالنادي الإعلامي لجريدة المجاهد أول أمس، إحياء للذكرى الخمسين لاستشهاد العقيد سي امحمد بوڤرة "قدم الرائد لخضر بورقعة، وهو أحد قادة الولاية التاريخية الرابعة، شهادات حية حول الشهيد، الذي أكد بأنه إلى جانب أبطال الثورة أمثال كريم بلقاسم وعبان رمضان والعربي بن مهيدي وعمارة رشيد، كما تحدث عن اجتماع مؤتمر الصومام الذي جاء كلقاء بين قادة الثورة "بعدما ضاقت بهم السبل"، موضحا بأن سي امحمد اختير آنذاك كمسير سياسي أثناء المؤتمر وعضوا في مجلس الولاية في 1958. * وتابع الرائد لخضر بورقعة قوله "بعد المؤتمر علمنا بأن هناك وثيقة يجب أن تطبق في مرحلة رهيبة في غياب التنسيق والتوجيه، والقيادة التي تتحكم في زمام الأمور بالوسط، وتزامنا مع ظهور الحركات المسلحة القوية المناهضة للثورة شكلها مناضلون قدماء في صفوف الحركة الوطنية، كما كان الشأن بالنسبة للمصاليين وبلونيس ووبلحاجيست وغيرهم". * للإشارة فإن الشهيد البطل سي امحمد، وحسب الشهادات المقدمة، شارك في عدة معارك طاحنة، وأسس عدة مدارس ومستشفيات وبعض المصالح التابعة لجيش التحرير الوطني، وسقط شهيدا يوم 5 ماي 1959 بمعركة بوعشرة بالمدية وعمره لا يتجاوز 31 سنة. * *